الشخصيات التاريخية

كل ما تريد معرفته عن غاندي – الزعيم الهندي والرمز العالمي للسلام

 

المهاتما غاندي، المعروف أيضًا بلقب “أبو الأمة الهندية”، هو واحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ الحديث، وُلِد غاندي في 2 أكتوبر 1869 في مدينة بوربندر، ولاية غوجارات في الهند، هو الذي ألهم الملايين بفلسفة اللاعنف، وقاد الهند إلى التحرر من الاستعمار البريطاني بطريقة سلمية، حتى أصبح رمزًا عالميًا للنضال السلمي.

النشأة والتعليم

نشأ غاندي في عائلة متدينة من الطبقة المتوسطة، وتأثر بتعاليم الهندوسية وجاينية التي تشدد على مبدأ “أهيمسا” أو اللاعنف، في سن التاسعة عشرة، سافر إلى لندن لدراسة القانون في جامعة لندن، حيث بدأ تطوير اهتمامه بقيم العدل والمساواة، بعد إنهاء دراسته، عاد إلى الهند لفترة وجيزة، قبل أن يسافر إلى جنوب أفريقيا عام 1893.

نضاله في جنوب أفريقيا

في جنوب أفريقيا، حيث عاش لمدة 21 عامًا، واجه غاندي العنصرية والتمييز ضد الجالية الهندية، هنا، بدأ يتشكل مبدأه حول النضال السلمي أو “ساتياغراها”، وهي طريقة احتجاج سلمية تعتمد على المقاومة اللاعنفية للظلم، من خلال حملات سلمية وقانونية، نجح غاندي في إحداث تغييرات في قوانين تمييزية كانت تستهدف الهنود في جنوب أفريقيا، هذا النجاح في جنوب أفريقيا كان بمثابة نقطة انطلاق لفلسفته وأسلوبه في النضال السلمي الذي طبقه لاحقًا في الهند.

 

اقرأ المزيد عن نابليون بونابرت الذي غير وجه التاريخ 

 

عودته إلى الهند والنضال ضد الاستعمار

عاد غاندي إلى الهند عام 1915، وفي تلك الفترة كانت الهند تحت الاستعمار البريطاني، والذي كان يسيطر على كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية، بدأ غاندي قيادة حملات ضد القوانين والضرائب البريطانية، وكان يدعو إلى العصيان المدني والمقاطعة الاقتصادية لبريطانيا، هذه الأنشطة جذبت ملايين الهنود إلى النضال من أجل الحرية، وكانت الدعوات إلى اللاعنف هي الأساس الذي بنى عليه غاندي حركته.

من بين أشهر هذه الحملات كانت “مسيرة الملح” عام 1930، حيث قاد الآلاف في مسيرة امتدت لعدة أيام احتجاجًا على احتكار البريطانيين لصناعة الملح وفرض ضرائب على إنتاجه، كانت هذه المسيرة نقطة تحول في حركة الاستقلال الهندية، وزادت من شعبية غاندي عالميًا.

 

اقرأ المزيد عن الشخصيات في موسوعتنا

 

فلسفة اللاعنف (أهيمسا) والساتياغراها

فلسفة غاندي كانت تعتمد بشكل أساسي على مفهوم “أهيمسا” أو اللاعنف، وهو مبدأ أخلاقي قديم في الهندوسية والجاينية، غاندي لم يؤمن بالعنف كوسيلة لتحقيق التغيير، بل اعتقد أن النضال السلمي أقوى وأكثر تأثيرًا من الحرب، من خلال فلسفة “ساتياغراها”، دعا غاندي إلى مقاومة الظلم بشجاعة دون اللجوء إلى القوة، مؤكدًا أن النضال من أجل الحق يتطلب الصبر والتحمل.

لقد ألهمت فلسفة غاندي العديد من الحركات المدنية حول العالم، مثل حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة التي قادها مارتن لوثر كينغ، وحركة نيلسون مانديلا ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، غاندي أظهر أن التغيير يمكن أن يتحقق من خلال أساليب سلمية، وأن القوة الحقيقية تأتي من التضحية والإيمان بالحق.

 

دور غاندي في الاستقلال الهندي

كان دور غاندي في تحقيق الاستقلال الهندي عام 1947 محوريًا، من خلال حملات العصيان المدني، مثل “مقاطعة المنتجات البريطانية” و”الإضرابات العامة”، نجح غاندي في إشعال حركة استقلال واسعة شملت جميع طبقات المجتمع الهندي، على الرغم من العديد من التحديات والمواجهات العنيفة مع السلطات البريطانية، إلا أن أسلوبه السلمي جذب انتباه العالم وجعل القضية الهندية قضية عالمية.

لكن بعد تحقيق الاستقلال، واجه غاندي تحديًا آخر: الصراع الداخلي في الهند بين الهندوس والمسلمين، كان غاندي يعمل جاهدًا على تحقيق الوحدة بين الطوائف المختلفة، وكان يعارض تقسيم الهند إلى دولتين (الهند وباكستان)، لكن هذا التقسيم حدث رغمًا عنه في عام 1947.

 

أقر المزيد عن  الإسكندر الأكبر من نشأتة حتي وفاته

 

اغتيال غاندي وإرثه العالمي

في 30 يناير 1948، تم اغتيال غاندي على يد متطرف هندوسي يُدعى ناثورام غودسي، والذي كان يعارض مواقف غاندي تجاه المسلمين، موته كان خسارة كبيرة للهند والعالم، لكنه ترك إرثًا لا يمحى، حتى اليوم، يُحتفل بغاندي كرمز للسلام والعدالة الاجتماعية، وأفكاره لا تزال تلهم العديد من الحركات الاجتماعية والسياسية حول العالم.

لقد أظهر غاندي أن الإنسان يمكن أن يكون أداة للتغيير، حتى في مواجهة أعتى السلطات الاستعمارية، ورغم وفاته، تظل رسالته في السلام والمقاومة السلمية حية وتُدرّس في الجامعات والمدارس حول العالم.

الخاتمة

المهاتما غاندي لم يكن مجرد قائد سياسي؛ كان فيلسوفًا ورمزًا عالميًا للسلام، حياته وكفاحه من أجل الحق والعدالة تجعل منه شخصية خالدة في التاريخ، إرثه يمتد إلى يومنا هذا، حيث تُعتبر فلسفة اللاعنف أداة قوية لتحقيق التغيير في العالم.

إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن الشخصيات التاريخية التي تركت بصمة في العالم مثل غاندي يمكنك التعرف على المزيد من هنا .

 

المصادر 

britannica

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى