دعاء البرق والرعد كما ورد عن رسول الله ﷺ

هل سبق لك وأن شعرت بقلق عميق أثناء عاصفة رعدية شديدة؟ يبحث الكثيرون عن الطمأنينة عندما تضيء السماء بالبرق وتهدر بالرعد، ولكن هل تعلم أن هناك دعاء مخصصاً لهذه اللحظات؟ إن معرفة دعاء البرق والرعد هو مفتاح تحويل مشاعر الخوف هذه إلى لحظة روحانية عميقة تملؤك بالسكينة.
خلال هذا المقال، ستكتشف النص الصحيح لدعاء البرق والرعد كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفضل الدعاء عند هذه الظواهر الطبيعية الجليلة، ستتعلم كيف يمكن لهذه الكلمات البسيطة أن تمنحك الطمأنينة وتقوي إيمانك، مما يجعل من كل عاصفة فرصة للتقرب من الخالق.
جدول المحتويات
ما هو دعاء البرق والرعد؟

دعاء البرق والرعد هو ذكر ودعاء مأثور عن النبي محمد ﷺ يُقال عند رؤية ومشاهدة هاتين الظاهرتين الطبيعيتين المهيبتين، فهو ليس مجرد كلمات تُردد، بل هو اعتراف بقدرة الله تعالى وعظمته، وإقرار بأن هذه المظاهر تخضع لتسبيح الخالق وتسجد له، يعتبر هذا الدعاء من الأدعية المستحبة التي تربط المؤمن بخالقه في لحظات تجليّات الكون العظيمة، مما يعمق الشعور بالأمان والطمأنينة ويقوي الصلة بالله.
💡 تعمّق في فهم: ماهو الدين الاسلامي وأركانه الأساسية
حكم الدعاء عند رؤية البرق والرعد في الإسلام
- يُستحب الدعاء عند رؤية البرق وسماع الرعد، فهو من السنن الواردة عن النبي محمد ﷺ، مما يجعل دعاء البرق والرعد عبادة مستحبة في هذه اللحظات.
- يعد هذا الدعاء من أسباب زيادة الإيمان والتقرب إلى الله، حيث تذكرنا هذه الظواهر بقدرة الخالق وعظمته.
- وردت أدعية مأثورة عن النبي ﷺ عند حدوث الرعد، مثل قول: “سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته”.
- الدعاء أثناء هذه الظواهر الطبيعية يعبر عن خشوع العبد لله واعترافه بضعفه أمام قدرته تعالى.
💡 اكتشف المزيد من المعلومات حول: اسماء الكتب السماوية وترتيب نزولها
الأدعية الصحيحة عن النبي ﷺ عند حدوث البرق والرعد
يحرص المسلم على معرفة الأدعية الثابتة عن النبي محمد ﷺ في مختلف المواقف، ومنها ما ورد عند رؤية البرق وسماع الرعد، فهذه الأدعية تمثل سنة نبوية شريفة تربط المؤمن بربه في لحظات هيبة الطبيعة، وتعد من أفضل أشكال الذكر والدعاء في مثل هذه الأوقات.
لقد علمنا النبي ﷺ كيف نستشعر عظمة الله تعالى أثناء هذه الظواهر، وكيف نحول لحظة الخوف إلى لحظة إيمان وطمأنينة بالدعاء والمناجاة، وفيما يلي دليل عملي يوضح الأدعية الصحيحة التي يمكن للمسلم أن يلتزم بها عند حدوث البرق والرعد، مقتدياً فيها بسنة الحبيب المصطفى ﷺ.
خطوات الدعاء الصحيحة عند رؤية البرق والرعد
يمكنك اتباع هذه الخطوات البسيطة للدعاء كما ورد عن النبي ﷺ:
- عند رؤية البرق: يقول المسلم: “سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته”، هذا الدعاء يعبر عن تقديس الله تعالى الذي تسبح له مخلوقاته.
- عند سماع صوت الرعد: يقول: “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”، وهذا الذكر يعظم الله ويقدسه.
- الدعاء بالمأثور: يمكن الدعاء بما يحبه المسلم من الأدعية مثل: “اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك”.
- الاستغفار: الإكثار من الاستغفار أثناء العاصفة الرعدية، فهو من أسباب دفع البلاء.
أمثلة على الأدعية المستحبة
إلى جانب الأدعية النبوية الثابتة، يمكن للمسلم أن يردد هذه الأدعية التي تتناسب مع لحظة دعاء البرق والرعد وهيبة الموقف:
- “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها”
- “اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر”
- “اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً، اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً”
إن التزام المسلم بهذه الأدعية النبوية يجعل من ظواهر الطبيعة المهيبة فرصة لتعميق الإيمان، وسبباً لزيادة القرب من الله تعالى، حيث يدرك المؤمن من خلالها عظمة الخالق وقدرته المطلقة في الكون.
💡 اعرف تفاصيل أكثر حول: فوائد طلب العلم وأثره في حياة المسلم
أهمية الدعاء عند ظواهر الطبيعة المهيبة
تعتبر لحظات البرق والرعد من اللحظات الفريدة التي تذكر الإنسان بعظمة الخالق وقدرته المطلقة، في هذه اللحظات المهيبة، حيث تتهادى السماء بالبرق ويهدر الرعد، يدرك الإنسان ضعفه أمام قوة الطبيعة، مما يجعله يلجأ إلى الله تعالى طلباً للأمان والطمأنينة، هذا اللجوء إلى الله عبر دعاء البرق والرعد ليس مجرد كلمات تقال، بل هو فعل عباديّ عميق يعزز الصلة بين العبد وربه.
إن الدعاء عند هذه الظواهر هو اعتراف صادق بالعبودية لله، وإقرار بأنه وحده القادر على دفع الضر وجلب الخير، فهو يغرس في النفس الشعور بالأمان الإيماني، حيث يطمئن القلب بأن الله هو الحافظ والمعين، كما أن المداومة على هذا الدعاء، مثل “سبحان الذي يسبح الرعد بحمده”، تذكر الإنسان بأن كل شيء في هذا الكون يسبح بحمد الله، فتصبح الظاهرة الطبيعية مصدراً لتقوية الإيمان وليس للخوف والقلق.
فوائد تعميق الإيمان عبر دعاء البرق والرعد
- تعزيز الشعور بالطمأنينة والسلام الداخلي، حيث يتحول الخوف من الظاهرة إلى ثقة بالله ورجاء في رحمته.
- ترسيخ مفهوم التوحيد وربط الأحداث الطبيعية بمشيئة الله تعالى وقدرته، مما يقوي العلاقة مع الخالق.
- تحويل لحظة الرعب إلى لحظة ذكر وعبادة، مما يزيد من الحسنات ويرفع الدرجات عند الله.
- تذكير النفس بالنعم الكبيرة، مثل نعمة المطر التي تتبع الرعد غالباً، فيشكر العبد ربه على فضله.
كيف يعزز الدعاء صحتك النفسية أثناء العواصف؟
- يقلل الدعاء من مشاعر القلق والتوتر المصاحبة للأصوات المرتفعة والأضواء المبهرة، لتحل محلها السكينة.
- يساعد في تحويل التركيز من عنصر التهديد (البرق والرعد) إلى عنصر الأمان (الله تعالى)، مما يهدئ الجهاز العصبي.
- يمنح النفس إحساساً بالسيطرة الروحية على الموقف، بدلاً من الشعور بالعجز والضعف.
- يعيد توجيه الطاقة النفسية من الخوف السلبي إلى الأمل والتفاؤل برحمة الله وعطفه.
وبالتالي، فإن دعاء الرعد في الإسلام هو سلوك روحي متكامل، لا يقتصر على طلب السلامة فحسب، بل يمتد ليشمل شكر النعم، وتسبيح الخالق، وتقوية اليقين، إنه فرصة ذهبية لتصحيح المسار الإيماني وتهذيب النفس، وجعل من ظواهر الطبيعة المفزعة مدرسة للتعبد والتفكر في عظمة الكون وخالقه.
💡 تعلّم المزيد عن: علامات العين والحسد وكيفية الوقاية منها
آيات قرآنية تتحدث عن البرق والرعد

يقدم القرآن الكريم تصويراً بديعاً لظاهرتي البرق والرعد، معرّفاً المؤمنين بعظمة الخالق وقدرته المطلقة، ففي سورة الرعد، يربط القرآن بين هذه الظواهر الطبيعية والتسبيح لله، مما يعمق الإيمان ويربط القلب بالخالق في لحظات هيبة الطبيعة، يقول تعالى: “وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ”، وهذا يوضح أن الرعد ليس مجرد صوت مخيف، بل هو تسبيح وخضوع لله تعالى، مما يعطي بُعداً روحياً جديداً لتجربة سماعه ومرافقة ذلك بـ دعاء البرق والرعد.
كما تذكر آيات أخرى البرق كآية من آيات الله الدالة على قدرته في إنزال المطر وإحياء الأرض بعد موتها، مثل قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا”، هذا المزيج من “الخوف” من صواعقه و”الطمع” في غيثه، يجسد حالة القلب المؤمن أثناء المشاهدة، وهي نفس الحالة التي ينبغي أن يحافظ عليها المسلم ليتوجه إلى الله بالدعاء والمناجاة، لذلك، فإن فهم هذه الآيات يثري الممارسة العملية لـ دعاء البرق والرعد، حيث يتحول الخوف الطبيعي إلى خشوع وتعظيم لله، وتصبح هذه الظواهر تذكيراً بقدرة الله وعطائه، مما يدفع العبد إلى اللجوء إليه وحده.
💡 اقرأ تفاصيل أوسع عن: ماهو الفرق بين النبي والرسول
كيفية الدعاء في حالات الخوف من البرق والرعد
يشعر الكثير من الناس، وخاصة الصغار، بمشاعر خوف طبيعية أثناء العواصف الرعدية، ويعد اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء من أعظم الوسائل لتحويل هذا الخوف إلى طمأنينة وإيمان، إن فهم كيفية الدعاء الصحيح في هذه اللحظات يمكن أن يغير تجربتك بالكامل من الخوف إلى الشعور بالأمان الروحي.
كيف يمكنني تهدئة نفسي بالدعاء عند الخوف من البرق والرعد؟
الخطوة الأولى هي استحضار القلب واليقين بأن البرق والرعد من آيات الله الكونية التي تسبح بحمده، ابدأ بتلاوة الأدعية الواردة عن النبي محمد ﷺ، مثل: “سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته”، كرر هذا الدعاء بخشوع، فهو لا يذكرك بقوة الله فحسب، بل يربطك مباشرة بمعنى التسليم لقدرته سبحانه، مما يبعث الطمأنينة في النفس تدريجياً.
ما هي أفضل طريقة للدعاء عندما أكون خائفاً جداً؟
عندما يكون الخوف شديداً، اجمع بين الدعاء المأثور والدعاء الشخصي بلسانك، اطلب من الله تعالى الحفظ والأمان مباشرة بقول: “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها”، لا تتردد في البكاء والمناجاة، فالله قريب مجيب الدعاء، تذكر أن دعاء البرق والرعد في هذه الحالة هو ملجأك الآمن، وكلما زاد خوفك، كان تعلقك بالله أقوى وأصدق.
هل هناك أدعية محددة لطمأنة الأطفال خلال العواصف؟
نعم، يمكنك تعليم أطفالك أدعية بسيطة يرددونها معك، مثل: “الله أكبر، الله يحفظنا”، شجعهم على قول “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” عند سماع صوت الرعد المفاجئ، المهم هو أن تربط في أذهانهم بين هذه الظواهر وعظمة الخالق، وأن الدعاء هو سلاحهم للحماية، اجعل من لحظة دعاء البرق والرعد فرصة لتعزيز إيمانهم وشجاعتهم من خلال قدوتك أنت في الهدوء واللجوء إلى الله.
💡 استعرض المزيد حول: فوائد ماء زمزم وفضله كما ورد في السنة
فضل الدعاء عند حدوث البرق والرعد
يعتبر وقت حدوث البرق والرعد من الأوقات المباركة التي يستجاب فيها الدعاء، حيث تتجلى في هذه اللحظات آيات الله وعظمته في الكون، مما يزيد القلب خشوعاً وانكساراً بين يدي الخالق، فالدعاء عند رؤية البرق وسماع الرعد هو اعتراف بقدرة الله المطلقة وخضوع لإرادته، وهو من السنن النبوية التي حث عليها الرسول ﷺ، مما يجعل له فضلاً عظيماً وأجراً كبيراً.
أهم النصائح لاستشعار فضل دعاء البرق والرعد
- استحضار عظمة الله تعالى أثناء الدعاء، وتذكر أن الرعد تسبيح له والبرق من آيات قدرته، مما يزيد الإيمان ويقرب العبد من ربه.
- الاستجابة الفورية للدعاء عند رؤية البرق أو سماع الرعد، فهذه اللحظات من أوقات إجابة الدعاء المستحبّة حيث يكون القلب حاضراً وخاشعاً.
- التركيز على الأدعية النبوية الصحيحة في هذه المواقف، مثل “سبحان الذي يسبح الرعد بحمده”، فهي تجمع بين الذكر والدعاء بأفضل الصيغ.
- ربط الدعاء بالخوف من الله لا بالخوف من الظاهرة الطبيعية نفسها، مما يحوّل الخوف السلبي إلى خشية إيجابية تزيد التقوى والإيمان.
- اغتنام هذه الفرصة لطلب الرحمة والمغفرة والعتق من النار، فالدعاء عند الظواهر الطبيعية المهيبة من موجبات رحمة الله وعفوه.
- تعليم الأطفال والأهل فضل الدعاء في هذه الأوقات، لتربيتهم على الارتباط بالله في جميع الأحوال وتعزيز الأمان النفسي لديهم.
إن فضل الدعاء عند حدوث البرق والرعد لا يقتصر على تحصيل الأجر والثواب فحسب، بل يمتد ليشمل تأثيراً إيجابياً على النفس والروح، حيث يشعر المسلم بالأمان والطمأنينة وهو يلجأ إلى ربه في لحظات الخوف والرهبة، فيتحول الخوف من الظاهرة إلى طمأنينة بالإيمان، والرهبة من الصوت إلى خشوع للخالق.
💡 اقرأ المزيد عن: معلومات عن النبي محمد وسيرته العطرة
أمثلة على الأدعية المستحبة في حالات الرعد والبرق
بعد أن تعرفنا على حكم وأهمية دعاء البرق والرعد، يأتي السؤال العملي: ماذا أقول بالضبط عندما أسمع هذه الظواهر؟ لقد ورِدَت عن النبي ﷺ وصحابته الكرام أدعية متنوعة يمكن للمسلم أن يلجأ إليها، مما يسهل عليه ترديدها في هذه اللحظات المهيبة، هذه الأدعية تجمع بين التسبيح والثناء على الله تعالى، والاعتراف بقدرته المطلقة، وطلب الأمان من شره، مما يملأ القلب طمأنينة ويقينًا.
أدعية متنوعة عند رؤية البرق والرعد
لا توجد صيغة واحدة ملزمة، بل هناك هدى نبوي كريم يتسع لعدة صيغ، مما يمنح المسلم مرونة في الدعاء، يمكنك اختيار ما يناسبك من هذه الأدعية أو الجمع بينها، فالأمر واسع بحمد الله، المهم هو أن يكون الدعاء خالصًا من القلب، مقرونًا بالخشوع والتعظيم لله تعالى أثناء هذه الآية الكونية العظيمة.
| نوع الدعاء | مثال على الدعاء | الغاية والفوائد |
|---|---|---|
| دعاء التسبيح والتعظيم | سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ | مناجاة الله وذكره، وملاحظة أن كل المخلوقات تسبح بحمده، مما يعزز الشعور بالتوحيد. |
| دعاء طلب الأمان | اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ | اللجوء إلى الله طلبًا للسلامة والعافية من أي عذاب أو ضرر، مما يهدئ من روع الخائف. |
| دعاء الثناء والاعتراف بالقدرة | سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَزَّ جَارُهُ وَجَلَّ ثَنَاؤُهُ | تعظيم شأن الله والاعتراف بعظمته وجلاله، مما يقوي الصلة بين العبد وربه. |
| دعاء جامع | اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا | دعاء مختصر شامل يطلب فيه العبد الخير من هذه الظاهرة ويعوذ بالله من شرها. |
💡 قم بزيادة معرفتك بـ: أين تقع سفينة نوح بعد الطوفان العظيم
تأثير البرق والرعد على النفس والإيمان

يمثل البرق والرعد تجربة حسية قوية تترك أثراً عميقاً في النفس البشرية، فمشهد الضوء الساطع الذي يلمع فجأة، يليه صوت القصف المدوي، يهز المشاعر ويوقظ في الإنسان إحساساً بالفناء وعظمة الخالق، هذه اللحظات المهيبة، رغم ما قد تثيره من خوف طبيعي، هي في الحقيقة فرصة ذهبية لتقوية الإيمان ومراجعة العلاقة مع الله.
عندما يدرك المؤمن أن هذه الظواهر هي مظهر من مظاهر قدرة الله وعظمته، وأن الرعد هو تسبيح لله والبرق من آياته، يتحول الخوف من مجرد ردة فعل طبيعية إلى شعور بالخشية والتعظيم، هذا التحول هو لب تأثير البرق والرعد على النفس والإيمان، فبدلاً من أن يسيطر الخوف على القلب، يملأه اليقين بأن الله هو القوي العظيم، وأن هذه الظواهر تخضع تماماً لأمره وتسبح بحمده.
خطوات عملية لتحويل الخوف إلى إيمان أثناء دعاء البرق والرعد
- الاعتراف بعظمة الخالق: بمجرد سماع صوت الرعد أو رؤية وميض البرق، توقف لحظة واذكر في قلبك أن هذا من صنع الله وقدرته، هذا الاعتراف يغير منظورك تجاه الموقف كله.
- استحضار الأدعية النبوية: استخدم الأدعية الواردة عن النبي محمد ﷺ، مثل “سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته”، ترديد هذه الأدعية يربط قلبك مباشرة بالسنة ويحول اللحظة إلى عبادة.
- التفكر في الآيات القرآنية: تذكر الآيات التي تتحدث عن البرق والرعد والسحاب، واستحضر معانيها، هذا التفكر يزيد إيمانك ويذكرك بأنك أمام آية من آيات الله العظيمة.
- طلب الأمان من الله: ادعُ الله بأن يحفظك ويحميك، وليكن دعاؤك بخشوع وحضور قلب، هذا الطلب يزيد من تعلقك بالله ويعزز شعورك بالأمان الحقيقي الذي لا مصدر له سواه.
من خلال هذه الخطوات، يتحول الخوف العادي من الظواهر الطبيعية إلى خشية إيمانية بناءة، فبدلاً من أن تكون ضحية للقلق، تصبح هذه اللحظات محطات لشحن الإيمان وتجديد الثقة بالله، إن ممارسة دعاء البرق والرعد بهذا الوعي لا يمنحك الطمأنينة فحسب، بل يذكرك بحقيقة مكانتك في هذا الكون الواسع، ويعيد ترتيب أولوياتك، ويقوي صلتك بربك، مما يجعل من كل عاصفة رعدية فرصة للنمو الروحي وتعميق الإيمان.
💡 تصفح المزيد عن: أبو جهل عم الرسول وعداوته للإسلام
نصائح للتعامل مع الخوف من البرق والرعد
يشعر الكثير من الأشخاص، خاصة الأطفال، بقلق وخوف حقيقي أثناء عواصف البرق والرعد، هذا الشعور طبيعي تماماً، ولكن من المهم تعلم كيفية إدارته بطريقة إيجابية تعزز الطمأنينة بدلاً من الذعر، المفتاح هو تحويل هذا الخوف إلى فرصة لتقوية الصلة بالله والتفكر في عظمته.
يمكن أن يكون دعاء البرق والرعد أداة قوية لتهدئة النفس واستعادة الشعور بالأمان، فهو ليس مجرد كلمات تقال، بل هو اعتراف بقوة الخالق واستسلام لمشيئته، مما يمنح القلب سكينة كبيرة، إليك بعض النصائح العملية التي تجمع بين الجانب النفسي والروحي لمساعدتك في تخطي هذه اللحظات بهدوء وإيمان.
استراتيجيات عملية للشعور بالطمأنينة
- التوجه إلى الله بالدعاء: اجعل لسانك رطباً بذكر الله والدعاء، ادعُ بالأدعية الواردة عن النبي ﷺ مثل “سبحان الذي يسبح الرعد بحمده” واسأل الله أن يجعله رحمة ولا يكون عذاباً، هذا الفعل يغير مشاعرك من الخوف إلى الأمل والثقة بالله.
- فهم الظاهرة علمياً ودينياً: المعرفة تقلل من الخوف، تذكّر أن البرق والرعد ظاهرتان طبيعيتان تخضعان لإرادة الله، وأن الرعد هو ملك يسبح بحمد الله، هذا الفهم يضفي معنى روحياً على ما تراه وتسمعه.
- الابتعاد عن مصادر التوتر: إذا كانت الأصوات العالية تزعجك، حاول إغلاق النوافذ والستائر والاستماع إلى قرآن كريم أو شيء يهدئ النفس، يمكنك أيضاً تشتيت انتباهك بمحادثة أسرتك أو القيام بعمل تحبه.
- تعليم الأطفال بطريقة إيجابية: بدلاً من تخويفهم، علمهم الأدعية عند حدوث الرعد والبرق واشرح لهم بلطف أن هذه من آيات الله العظيمة، شاركهم في الدعاء لربط الموقف بمشاعر إيجابية وأمان.
- طلب الدعم: لا تتردد في البقاء مع شخص يهدئ من روعك ويذكرك بالله، وجود شخص قوي الإيمان بجانبك خلال العاصفة يمكن أن يمنحك شعوراً كبيراً بالطمأنينة.
من خلال هذه الخطوات، تتحول لحظات الخوف من البرق والرعد إلى محطة روحية تذكرك بقوة الله وعظمته، وتصبح فرصة لتعميق إيمانك وزيادة اتكالك عليه، تذكّر دائماً أن الدعاء هو ملجأ المؤمن وأقوى سلاح لمواجهة أي خوف أو قلق في الحياة.
💡 اطلع على المزيد من التفاصيل عن: افضل الصدقة سقيا الماء وأجرها العظيم
أسئله شائعه
نتلقى العديد من الأسئلة المتعلقة بـ دعاء البرق والرعد وكيفية التصرف وفقاً للسنة النبوية أثناء هذه الظواهر الطبيعية، يجمع هذا القسم بين الفائدة الشرعية والطمأنينة النفسية، مما يجعله مرجعاً بسيطاً لكل من يبحث عن إجابات واضحة وعملية.
هل يجب قول دعاء البرق والرعد بصوت مرتفع؟
لا يشترط رفع الصوت عند ترديد الأدعية، فالأمر واسع، الأهم هو حضور القلب والإخلاص في الدعاء، يمكنك دعاء الله تعالى بصوت منخفض أو في نفسك، فالله سميع قريب مجيب الدعاء.
ماذا أفعل إذا كنت خائفاً جداً ولم أستطع تذكر الدعاء المحدد؟
لا تقلق، فنية الدعاء هي الأساس، إذا غلبك الخوف ولم تتمكن من تذكر نص دعاء البرق والرعد المأثور، فأكثر من ذكر الله بشكل عام، قل “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”، أو ادعُ الله بما يجول في خاطرك طالباً الحفظ والعافية، مثل “اللهم احفظني وأهلي وارزقنا الطمأنينة”، الله يعلم ما في نفسك ويقبل الدعاء بكل صوره.
هل هناك دعاء محدد عند رؤية البرق فقط دون سماع الرعد؟
نعم، ورد عن النبي ﷺ دعاء عند رؤية البرق، حيث كان يقول: “اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك”، هذا الدعاء يجمع بين الاعتراف بقدرة الله والاستعاذة من عذابه، وهو من الأدعية الشاملة التي تقال في مثل هذه المواقف.
ما هو أفضل وقت للدعاء أثناء العاصفة الرعدية؟
أفضل الأوقات للدعاء هو لحظة سماع صوت الرعد مباشرة، فهي من أوقات استجابة الدعاء المستجاب، كما أن الدعاء أثناء نزول المطر وبعد رؤية البرق من الأوقات التي يرجى فيها القبول، فهي لحظات تجلي عظمة الخالق وتذلل العبد له.
💡 اطّلع على تفاصيل إضافية عن: ما هي دابة الأرض وعلاماتها في آخر الزمان
في النهاية، تذكر أن دعاء البرق والرعد هو هدية من السماء لنا، فرصة ثمينة لنتقرب إلى الله في لحظات تجلي عظمته، فهو ليس مجرد كلمات نرددها، بل هو اعتراف بقدرة الخالق وسلطانه، وسلاح نحمي به أنفسنا من الخوف، اجعل هذا الدعاء رفيقك عند رؤية البرق وسماع الرعد، واجعله ذكرى ترددها شكراً لله على نعمه، لا تتردد في تعليمه لأسرتك وأطفالك، ليكون هذا الذكر الجميل سنة حسنة في بيتك.





