من هو النبي الذي يتكلم 72 لغة؟
هل تساءلت يومًا من هو النبي الذي يتكلم 72 لغة؟ قد تُدهشنا بعض القصص النبوية بما تحمله من قدرات خارقة تتجاوز المنطق البشري، ومن بين هذه القصص قصة النبي إدريس عليه السلام، الذي يُقال إنه تحدث بـ72 لغة مختلفة! فهل هذا الكلام صحيح؟ ولماذا ارتبط إدريس تحديدًا بهذا الرقم الكبير؟ وما الدلالات الدينية والتاريخية التي ترتبط بقدرته اللغوية والعلمية؟ في هذا المقال، سنأخذك في رحلة مع سيرة هذا النبي الكريم، نستعرض معجزاته، ونكشف أسرار تعدد لغاته، ونتعرف على مكانته في التراث السماوي.
ما هى معجزات الأنبياء ومواهبهم الخارقة؟
الأنبياء عليهم السلام كانوا يتمتعون بقدرات وهبها الله لهم لتأييد دعوتهم، فموسى عليه السلام شق البحر بعصاه، وعيسى عليه السلام كان يحيي الموتى بإذن الله، ومحمد ﷺ أُوتي جوامع الكلم، لكن البعض، كإدريس عليه السلام، اشتهر بالعلم والمعرفة، مواهبهم لم تكن فقط خارقة بل أيضًا تعليمية؛ تهدف لرفع البشرية من الجهل إلى النور.
جدول المحتويات
من هو النبي الذي يتكلم 72 لغة؟ حقيقة وتفسير
يعتبر النبي إدريس عليه السلام من الشخصيات النبوية الفريدة التي ارتبط اسمها بروايات تفيد إتقانه لـ72 لغة مختلفة، تقول بعض الروايات الدينية إن الله علمه هذه اللغات ليتمكن من تبليغ رسالته إلى جميع الأقوام التي عاصرها، مما يجعله “النبي المتعلم الأول” في بعض التقاليد الدينية ورمزًا عالميًا للتواصل والمعرفة.
هذا الرقم – 72 لغة – يُستخدم أحيانًا بشكل رمزي للدلالة على تعدد اللغات والأمم التي وصل إليها علم إدريس، وليس بالضرورة أن يعني حرفيًا هذا العدد، سنتناول في هذا القسم تفسير هذه المعجزة من الناحية الدينية والتاريخية، ونكشف عن الأبعاد الرمزية التي تحملها هذه الرواية في التراث الإسلامي والديانات السماوية الأخرى.
من هو النبي إدريس عليه السلام؟
إدريس هو أحد الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى، ويعتقد أنه عاش بين النبي آدم والنبي نوح عليهما السلام، اسمه مذكور في القرآن مرتين، منها قوله تعالى: “واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًا، ورفعناه مكانًا عليًا” [مريم: 56-57]. عُرف بالحكمة والتقوى، ويعد من أوائل من تلقى العلم الإلهي بعد آدم عليه السلام.
اقرأ اكثر عن: من هو النبي الذي لم يتزوج مطلقًا؟ ولماذا؟
أدلة من الكتب السماوية على علم النبي إدريس
في التوراة، يُعرف باسم “أخنوخ” (Enoch)، ويوصف بأنه “سار مع الله”، ويُقال إنه رُفع إلى السماء حيًا، في الكتب السماوية الأخرى، يُربط اسمه بالحكمة والفلك والعلوم الخفية، وتذكر بعض المصادر أنه أول من تعلم علم الفلك والحساب، وكان له دور في تأسيس العلوم الزمنية والتقويم.
النبي إدريس: أول من خط بالقلم وأسس العلوم
واحدة من أبرز مزايا إدريس عليه السلام، والتي اتفقت عليها الروايات، أنه كان أول من خط بالقلم، وهذه ليست مجرد معلومة رمزية، بل تشير إلى تطور حضاري مبكر، فهو من أوائل من دونوا المعرفة، واهتم بالنجوم، والزراعة، والحساب، والطب، وكان له أثر كبير في نقل هذه العلوم إلى البشر، ما يجعله من روّاد الحضارة الأولى.
لغات الأنبياء الأخرى: نظرة مقارنة
رغم شهرة إدريس بتعدد اللغات، فإننا نجد إشارات لبعض الأنبياء الآخرين الذين تحدثوا لغات متعددة، مثل سليمان عليه السلام الذي فهم لغة الطير، وعيسى عليه السلام الذي كلم الناس في المهد، لكن تبقى قصة إدريس فريدة بكونه تحدث بجميع لغات العالم المعروفة في زمانه، وفقًا لما جاء في بعض التفسيرات الدينية.
اقرأ المزيد عن: من هو النبي الذي امره الله ان ياخذ الكتاب بقوه.
هل 72 لغة تعني حرفيًا أم رمزيًا؟
الرقم 72 في النصوص الدينية كثيرًا ما يُستخدم للدلالة على الكثرة أو التعدد وليس بالضرورة بشكل حرفي، لذلك، يذهب بعض العلماء إلى أن المقصود بـ72 لغة هو أن إدريس كان قادرًا على التواصل مع شتى الشعوب والأمم، وهو ما يعزز رمزيته كنبي عالمي وناقل للعلم.
مكانة إدريس في الديانات السماوية
في الإسلام، كما ذكرنا، يُرفع إدريس إلى مكانة عالية، في اليهودية، يُقدَّس كأحد أنبياء ما قبل الطوفان، أما في المسيحية، فـ”أخنوخ” هو أحد الرجال الصالحين الذين رفعهم الله، وتشير بعض الروايات إلى أنه لم يمت موتًا طبيعيًا بل رُفع حيًا إلى السماء، ما يعزز رمزيته بين الأنبياء كجسر بين الأرض والسماء.
دور إدريس في نقل العلوم والمعارف للبشرية
من أهم أدوار إدريس عليه السلام في المرويات الدينية هو مساهمته في نشر العلم بين البشر، فقد علم الناس استخدام القلم، ووضع أسس الزراعة، وشرح لهم الفصول والتقويم، وفي بعض الروايات، كان أول من وضع القوانين والنظم، هذا الإرث العلمي جعله من رواد الحضارة الإنسانية الأولى.
اقرأ المزيد عن: من النبي الذي قطع رأسه وهو ساجد؟
ما نتعلمه من تعدد لغات النبي إدريس
إذا كان إدريس يتحدث 72 لغة فعلًا، فإن هذه القصة تمنحنا دروسًا عديدة:
- أهمية التواصل: فهم الآخر بلغته سبيل لنشر الخير والدعوة.
- قيمة العلم: العلم هو ميراث الأنبياء، وهو ما يخلدهم في ذاكرة البشر.
- رمزية اللغة كجسر: لا توجد حضارة تقوم دون تفاهم، واللغة هي الأساس.
أسئلة شائعة حول من هو النبي الذي يتكلم 72 لغة؟
1. هل ورد في القرآن أن إدريس تحدث 72 لغة؟
لا، لم يُذكر ذلك بشكل صريح، لكنه ورد في بعض الروايات والتفاسير.
2. هل الرقم 72 له دلالة خاصة؟
نعم، في الموروث الديني يُستخدم الرقم 72 للدلالة على التعدد والكثرة.
3. هل إدريس هو نفسه “أخنوخ”؟
نعم، في التوراة يُعرف باسم “أخنوخ”، وهناك تشابه كبير في صفاته بين الديانتين.
4.ما علاقة إدريس بالعلم والفلك؟
تقول الروايات إنه كان أول من رصد النجوم ووضع تقويمًا، ولهذا يُعد رائدًا في علم الفلك.
قصة إدريس عليه السلام كنموذج للنبي المتعلم تنقل لنا رسالة مهمة: أن العلم والمعرفة هما طريق الأنبياء لنشر الرسالة، سواء تحدث فعليًا بـ72 لغة أم لا، فإن الرمزية التي يحملها هذا الرقم تكفي لتضعه في مصاف أعظم رموز العلم في التاريخ النبوي.
هل تعتقد أن تعدد اللغات يعكس فقط قدرة لغوية؟ أم أنه رمز لفهم الثقافات وتوحيد البشر؟ شاركنا رأيك في التعليقات، ولا تنس مشاركة المقال مع من يهتم بالأنبياء واللغة والعلم!
