
العلاقة الزوجية في الإسلام مبنية على المودة والرحمة، وهي علاقة مقدسة تهدف إلى تحقيق السعادة والاستقرار للزوجين، ومن أهم جوانب هذه العلاقة هو الاستمتاع الحلال بين الزوجين، ولكن هذا الاستمتاع يجب أن يكون في إطار ما أحله الله تعالى، وأن يبتعد عن كل ما هو محرم ومضر، ومن المسائل التي تثير الجدل والتساؤلات بين الأزواج هي مسألة إتيان الزوجة من الدبر، أو ما يعرف بالجماع في الدبر.
فما هو حكم اتيان الزوجة من الدبر في الشريعة الإسلامية؟ وما هي الأدلة التي يستند إليها العلماء في تحديد هذا الحكم؟ وما هي الآثار المترتبة على هذا الفعل من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا المقال.
جدول المحتويات
تعريف الجماع في الدبر وحكمه في الشريعة الإسلامية
أولاً: تعريف الجماع في الدبر
الجماع في الدبر، أو ما يعرف أيضاً بالإتيان في الدبر، هو عملية إدخال قضيب الرجل في فتحة الشرج (الدبر) للمرأة. ويختلف هذا الفعل عن الجماع الطبيعي الذي يتم في القبل (المهبل)، وهو الموضع الطبيعي الذي خلقه الله للتناسل والاستمتاع بين الزوجين.
من الناحية اللغوية، الدبر هو مؤخرة الإنسان، وهو مخرج الفضلات، وأما من الناحية الاصطلاحية، فهو الفتحة التي تقع في نهاية الجهاز الهضمي، والتي يتم من خلالها التخلص من البراز.
ثانياً: حكم الجماع في الدبر في الشريعة الإسلامية
اختلف الفقهاء والعلماء في حكم الجماع في الدبر على ثلاثة أقوال رئيسية، ولكل قول أدلته وحججه:
1- التحريم المطلق
وهو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، وبعض الحنفية، ويستند هذا القول إلى الأدلة الشرعية التي سيتم تفصيلها لاحقاً، والتي تدل على أن هذا الفعل مخالف للفطرة السليمة، ومضر بالصحة، وقد يؤدي إلى مفاسد عظيمة، ويرى أصحاب هذا القول أن الأصل في العلاقة الزوجية هو الاستمتاع الحلال، ولكن هذا الاستمتاع يجب أن يكون في إطار ما أحله الله تعالى، وأن يبتعد عن كل ما هو محرم ومضر.
2- الكراهة مع الجواز
وهو قول بعض الحنفية، وبعض العلماء الآخرين، ويرى أصحاب هذا القول أن الأصل في الاستمتاع بين الزوجين هو الحل والإباحة، ولا يوجد نص شرعي قاطع يحرم الجماع في الدبر، ولكنهم مع ذلك كرهوا هذا الفعل لما فيه من مخالفة للفطرة السليمة، ولما قد يترتب عليه من أضرار صحية ونفسية، ويرى أصحاب هذا القول أن الزوج إذا كان يرغب في ذلك، والزوجة راضية به، فلا حرج فيه، ولكن الأفضل تركه.
3- الجواز بشروط
وهو قول بعض العلماء المعاصرين، الذين يرون أن الأصل في الاستمتاع بين الزوجين هو الحل والإباحة، ولا يوجد نص شرعي قاطع يحرم الجماع في الدبر، ولكنهم يشترطون أن يكون ذلك برضا الزوجة، وأن لا يكون فيه ضرر عليها، وأن لا يكون فيه تشبه بالبهائم، ويرى أصحاب هذا القول أن العلاقة الزوجية مبنية على المودة والرحمة، وإذا كان الزوجان متفقين على ذلك، ولا يوجد فيه ضرر، فلا حرج فيه.
ثالثاً: القول الراجح
الراجح من أقوال العلماء، والله أعلم، هو القول بالتحريم المطلق أو الكراهة الشديدة مع التحريم، وذلك لقوة الأدلة التي استدل بها القائلون بالتحريم، ولما يترتب على هذا الفعل من مفاسد وأضرار عظيمة، فالشريعة الإسلامية جاءت لحماية مصالح الناس، ودفع المفاسد عنهم، وإتيان الزوجة في الدبر يتعارض مع هذه المقاصد الشرعية.
بناءً على ما تقدم، فإن الجماع في الدبر هو فعل غير مرغوب فيه في الشريعة الإسلامية، والأفضل للزوجين تجنبه والابتعاد عنه، والبحث عن الطرق المشروعة للاستمتاع التي لا تخالف الفطرة السليمة ولا تضر بالصحة. والله تعالى أعلم.
أدلة تحريم إتيان الزوجة من الدبر من القرآن والسنة
استدل العلماء الذين ذهبوا إلى تحريم إتيان الزوجة من الدبر بجملة من الأدلة الشرعية، سواء من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة، بالإضافة إلى الاعتبارات الفطرية والعقلية التي تؤيد هذا التحريم. وفيما يلي تفصيل لهذه الأدلة:
1- الاستدلال بالقرآن الكريم
قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} (البقرة: 223): يرى جمهور المفسرين أن كلمة “حرث” في الآية تشير إلى موضع الزرع والإنبات، وهو القبل الذي يخرج منه النسل. فالآية الكريمة، في هذا السياق، توجه إلى إتيان موضع الحرث الطبيعي الذي جعله الله سبباً في بقاء النوع الإنساني، وأما الدبر، فهو ليس موضعاً للحرث ولا للنسل، بل هو مخرج للأذى والفضلات، وبالتالي، فإن صرف الاستمتاع إليه يعتبر خروجاً عن المقصد الشرعي من الزواج والعلاقة الزوجية، وإضافة إلى ذلك، فإن قوله “أنى شئتم” لا يعني إباحة كل طريقة أو مكان، بل هو مقيد بما هو مشروع ومباح في الشريعة الإسلامية، ولا يخالف الفطرة السليمة.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (المؤمنون: 5-7): هذه الآية تمدح المؤمنين الذين يحفظون فروجهم عن الحرام، وتستثني من ذلك الاستمتاع بالزوجات أو ما ملكت اليمين، ولكن الاستثناء هنا لا يعني إباحة كل أنواع الاستمتاع، بل هو مقيد بما هو متعارف عليه ومألوف في العلاقة الزوجية، ولا يخالف الفطرة السليمة ولا يضر بالزوجة، فمن تجاوز ذلك وابتغى غيره، فقد تجاوز حدود الله واعتدى على حرماته.
2- الاستدلال بالسنة النبوية
1- الأحاديث التي تذم إتيان المرأة في الدبر: وردت عدة أحاديث نبوية تدل على ذم من يأتي امرأته في الدبر، وإن كانت هذه الأحاديث قد اختلف العلماء في مدى صحتها وثبوتها، إلا أنها بمجموعها تدل على أن هذا الفعل غير مرغوب فيه في الشريعة الإسلامية. ومن هذه الأحاديث:
“ملعون من أتى امرأته في دبرها” (رواه أبو داود والنسائي)، وقد ضعف بعض العلماء هذا الحديث، ولكن حسنه آخرون.
“لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في الدبر” (رواه الترمذي). وهذا الحديث أيضاً فيه ضعف، ولكن معناه العام يدل على أن هذا الفعل من الأمور التي تغضب الله تعالى.
“من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد” (رواه الترمذي)، وهذا الحديث فيه ضعف أيضاً، ولكن معناه يدل على أن هذا الفعل من الأمور المحرمة التي قد تؤدي إلى الكفر.
2- الأحاديث التي تحث على النظافة والطهارة: السنة النبوية مليئة بالأحاديث التي تحث على النظافة والطهارة، وتنهى عن القذر والأوساخ، وإتيان المرأة في الدبر يعتبر من الأمور التي تخالف هذه التوجيهات النبوية، وذلك لأن الدبر هو مخرج الأذى والفضلات، والاستمتاع به قد يؤدي إلى انتقال الأمراض والجراثيم.
3- الاعتبارات الفطرية والعقلية
مخالفة الفطرة السليمة: الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها تأبى إتيان المرأة في الدبر، وذلك لأنه ليس موضعاً للاستمتاع الطبيعي، بل هو مخرج للأذى والفضلات.
الأضرار الصحية والنفسية: إتيان المرأة في الدبر يترتب عليه أضرار صحية ونفسية كثيرة، كما ذكرنا سابقاً، وهذا يتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على صحة الإنسان وسلامته.
الامتهان لكرامة المرأة: إتيان المرأة في الدبر يعتبر امتهاناً لكرامتها، وتحويلها إلى مجرد أداة لإشباع الشهوة، دون مراعاة لمشاعرها وأحاسيسها.
وبناءً على هذه الأدلة الشرعية والاعتبارات الفطرية والعقلية، فإن الراجح من أقوال العلماء هو تحريم إتيان الزوجة من الدبر، والله أعلم.
يمكن القراءة أيضاً في: كل ماتريد معرفته عن احكام الجماع بين الزوجين.
أقوال الفقهاء في حكم اتيان الزوجة من الدبر
اختلف العلماء في حكم الجماع في الدبر على ثلاثة أقوال:
التحريم المطلق: وهو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بالأدلة التي ذكرناها سابقاً من القرآن والسنة.
الكراهة مع الجواز: وهو قول بعض الحنفية، واستدلوا بأن الأصل في الاستمتاع هو الحل، وأن الأدلة التي استدل بها القائلون بالتحريم ليست قاطعة، ولكنهم مع ذلك كرهوا هذا الفعل لما فيه من مخالفة للفطرة السليمة، ولما يترتب عليه من مفاسد.
الجواز بشروط: وهو قول بعض العلماء المعاصرين، واستدلوا بأن الأصل في الاستمتاع هو الحل، وأن الأدلة التي استدل بها القائلون بالتحريم ليست قاطعة، وأن الزوجة إذا رضيت بذلك فلا حرج فيه، ولكنهم اشترطوا أن لا يكون في ذلك ضرر على الزوجة، وأن لا يكون فيه تشبه بالبهائم.
والراجح من هذه الأقوال هو القول بالتحريم المطلق، وذلك لقوة الأدلة التي استدل بها القائلون بالتحريم، ولما يترتب على هذا الفعل من مفاسد كثيرة.
الحكمة من تحريم الجماع في الدبر
إن الشريعة الإسلامية مبنية على الحكمة والمصلحة، فكل ما أمر الله به أو نهى عنه، فإنه لحكمة بالغة، سواء علمناها أم لم نعلمها. وتحريم الجماع في الدبر له حكم عظيمة ومقاصد جليلة، منها:
1- الحفاظ على الفطرة السليمة
فالله تعالى خلق الإنسان على فطرة سليمة، وجعل له ميلاً طبيعياً نحو الاستمتاع بالقبل الذي هو موضع الزرع والنسل، وليس الدبر الذي هو مخرج الأذى والفضلات، فإتيان الزوجة من الدبر يخالف هذه الفطرة السليمة، ويؤدي إلى تغييرها وتشويهها، ويجعل الإنسان ينحرف عن طبيعته التي خلقه الله عليها.
2- الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية
فإتيان الزوجة من الدبر يترتب عليه أضرار صحية ونفسية كثيرة، كما ذكرنا سابقاً، وهذا يتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على صحة الإنسان وسلامته. فالشريعة الإسلامية تحرم كل ما يضر بالصحة، سواء كان ذلك ضرراً جسدياً أو نفسياً.
3- الحفاظ على كرامة المرأة
فإتيان الزوجة من الدبر يعتبر امتهاناً لكرامتها، وتحويلها إلى مجرد أداة لإشباع الشهوة، دون مراعاة لمشاعرها وأحاسيسها فالشريعة الإسلامية تحث على احترام المرأة وتقديرها، وعدم إيذائها أو إهانتها.
4- الحفاظ على النسل
فإتيان الزوجة من الدبر لا يؤدي إلى الإنجاب، وبالتالي فهو مخالف لمقصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على النسل وتكثيره، فالشريعة الإسلامية تحث على الزواج والإنجاب، وتعتبر النسل نعمة من نعم الله تعالى.
5- الابتعاد عن التشبه بالبهائم
فإتيان الزوجة من الدبر يشبه فعل البهائم التي لا تفرق بين القبل والدبر في الاستمتاع. فالشريعة الإسلامية تحث على التخلق بالأخلاق الفاضلة، والابتعاد عن التشبه بالبهائم والحيوانات.
6- الحفاظ على النظافة والطهارة
فإتيان الزوجة من الدبر يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على النظافة والطهارة، وذلك لأن الدبر هو مخرج الأذى والفضلات، والاستمتاع به قد يؤدي إلى انتقال الأمراض والجراثيم.
7- سد الذرائع المؤدية إلى الفواحش
فإباحة إتيان الزوجة من الدبر قد تفتح الباب أمام الفواحش والمنكرات، وتؤدي إلى انتشار الفساد في المجتمع، فالشريعة الإسلامية تحرم كل ما يؤدي إلى الفواحش والمنكرات، وتسد الذرائع المؤدية إليها.
8- الامتثال لأمر الله واجتناب نهيه
إن المؤمن الحق هو الذي يمتثل لأمر الله ويجتنب نهيه، سواء علم الحكمة من ذلك أم لم يعلم، فالله تعالى هو أعلم بمصالح عباده، وهو أرحم بهم من أنفسهم.
وبناءً على هذه الحكم والمقاصد الجليلة، فإن تحريم الجماع في الدبر هو من رحمة الله تعالى بعباده، وحرصاً منه على مصالحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة. والله أعلم.
قد تكون مهتماً أيضا بالقراءة عن: هل يجوز الجماع اثناء الاستحاضه؟.
أضرار الجماع في الدبر على الصحة الجسدية والنفسية
يترتب على الجماع في الدبر أضرار صحية ونفسية كثيرة، منها:
1- الأضرار الصحية
تمزق عضلات الشرج: فالشرج ليس مهيأ للاستقبال، وبالتالي فإن إدخال القضيب فيه يؤدي إلى تمزق عضلاته، مما يسبب ألماً شديداً ونزيفاً.
البواسير: فالجماع في الدبر يزيد من الضغط على الأوردة الموجودة في الشرج، مما يؤدي إلى تضخمها وظهور البواسير.
الناسور الشرجي: فالجماع في الدبر قد يؤدي إلى حدوث جروح في جدار الشرج، مما يسمح بدخول البكتيريا إلى الأنسجة المحيطة، وتكوين خراج ثم ناسور.
التهابات الشرج والمستقيم: فالجماع في الدبر يزيد من خطر الإصابة بالتهابات الشرج والمستقيم، نتيجة انتقال البكتيريا والجراثيم من القضيب إلى الشرج.
انتقال الأمراض الجنسية: فالجماع في الدبر يزيد من خطر انتقال الأمراض الجنسية، مثل الإيدز والزهري والسيلان، وذلك لأن جدار الشرج رقيق وحساس، وبالتالي فهو أكثر عرضة للإصابة بالجروح والتقرحات التي تسهل دخول الفيروسات والبكتيريا
2- الأضرار النفسية
الشعور بالذنب والندم: فالشخص الذي يأتي زوجته في الدبر قد يشعر بالذنب والندم، خاصة إذا كان يعلم أن هذا الفعل محرم في الشريعة الإسلامية.
الاضطرابات النفسية: فالجماع في الدبر قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية، مثل الاكتئاب والقلق والتوتر، وذلك نتيجة الشعور بالذنب والندم، والخوف من عذاب الله تعالى.
النفور من العلاقة الزوجية: فالزوجة التي تجبر على الجماع في الدبر قد تشعر بالنفور من العلاقة الزوجية، وتفقد الرغبة في الاستمتاع مع زوجها.
فقدان الثقة بالنفس: فالزوجة التي تجبر على الجماع في الدبر قد تفقد الثقة بنفسها، وتشعر بأنها مجرد أداة لإشباع شهوة زوجها.
كفارة من أتى زوجته في الدبر وكيفية التوبة منه
إذا وقع المسلم في هذا الذنب العظيم، وهو إتيان زوجته في الدبر، فعليه أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وأن يندم على ما فعل، وأن يعزم على عدم العودة إليه أبداً، فالتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى، والاعتراف بالذنب، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه، والإكثار من الأعمال الصالحة.
أولاً: شروط التوبة النصوح
للتوبة النصوح شروط يجب تحقيقها حتى تكون مقبولة عند الله تعالى، وهي:
الإخلاص لله تعالى: يجب أن تكون التوبة خالصة لوجه الله تعالى، لا يقصد بها مراءاة الناس أو الحصول على مصلحة دنيوية.
الندم على الذنب: يجب أن يندم التائب على ما فعل من ذنب، وأن يشعر بالأسف والحزن على ارتكابه.
الإقلاع عن الذنب: يجب أن يترك التائب الذنب فوراً، وأن يبتعد عنه بكل جوارحه.
العزم على عدم العودة: يجب أن يعزم التائب عزماً صادقاً على عدم العودة إلى الذنب أبداً.
إرجاع الحقوق إلى أصحابها: إذا كان الذنب يتعلق بحقوق الآخرين، فيجب على التائب أن يرجع الحقوق إلى أصحابها، أو أن يستحلهم منها.
اطلع أيضاً على: كل ما تريد معرفتة عن حقوق الزوج على زوجته في الإسلام.
ثانياً: كيفية التوبة من إتيان الزوجة في الدبر
للتوبة من إتيان الزوجة في الدبر، يجب على التائب أن يقوم بما يلي:
الاعتراف بالذنب: يجب على التائب أن يعترف بذنبه أمام الله تعالى، وأن يقر بأنه أخطأ وأساء.
الاستغفار: يجب على التائب أن يستغفر الله تعالى كثيراً، وأن يسأله المغفرة والرحمة، ويمكنه أن يقول: “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه”.
الندم: يجب على التائب أن يندم على ما فعل، وأن يشعر بالأسف والحزن على ارتكاب هذا الذنب.
العزم على عدم العودة: يجب على التائب أن يعزم عزماً صادقاً على عدم العودة إلى هذا الفعل أبداً.
الإكثار من الأعمال الصالحة: يجب على التائب أن يكثر من الأعمال الصالحة، مثل الصلاة والصدقة والصيام وقراءة القرآن، وذلك لعل الله تعالى أن يغفر له ذنبه.
إرضاء الزوجة: إذا كانت الزوجة قد تضررت نفسياً أو جسدياً نتيجة هذا الفعل، فعليه أن يسعى إلى إرضائها، وأن يعتذر إليها، وأن يبذل جهده في تعويضها عما أصابها.
الدعاء والتضرع إلى الله: يجب على التائب أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وأن يسأله أن يغفر له ذنبه، وأن يتقبل توبته، وأن يعينه على الثبات على الحق.
ثالثاً: هل هناك كفارة محددة؟
لم يرد في الشريعة الإسلامية نص صريح يحدد كفارة معينة لمن أتى زوجته في الدبر، ولكن بعض العلماء يرون أن عليه أن يتصدق بصدقة تكفر عن ذنبه، وأن يكثر من الأعمال الصالحة. والبعض الآخر يرى أن عليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه توبة نصوحاً، وأن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله.
رابعاً: أهمية التوبة
التوبة هي من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، فهي تطهر القلب من الذنوب والآثام، وتزكي النفس، وتقرب العبد إلى ربه، فالله تعالى يفرح بتوبة عبده، ويغفر له ذنوبه، ويبدل سيئاته حسنات. قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الفرقان: 70).
فيا أيها المسلم، إذا وقعت في هذا الذنب العظيم، فلا تيأس من رحمة الله، وبادر بالتوبة النصوح إليه، وأكثر من الاستغفار والدعاء، واعمل الأعمال الصالحة، فإن الله غفور رحيم، يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات. والله أعلم.
تأثير إتيان الزوجة من الدبر على العلاقة الزوجية
إتيان الزوجة من الدبر له تأثير سلبي على العلاقة الزوجية، فقد يؤدي إلى:
الخلافات والمشاكل الزوجية: فالزوجة التي تجبر على هذا الفعل قد تشعر بالظلم والقهر، مما يؤدي إلى نشوب الخلافات والمشاكل بينها وبين زوجها.
النفور والتباعد: فالزوجة التي تجبر على هذا الفعل قد تشعر بالنفور من زوجها، وتفقد الرغبة في التقرب إليه، مما يؤدي إلى التباعد بين الزوجين.
فقدان الثقة والاحترام: فالزوجة التي تجبر على هذا الفعل قد تفقد الثقة والاحترام لزوجها، وتشعر بأنه لا يقدرها ولا يحترم مشاعرها.
الطلاق: في بعض الحالات، قد يؤدي إتيان الزوجة من الدبر إلى الطلاق، خاصة إذا كانت الزوجة غير قادرة على تحمل هذا الفعل، أو إذا كان الزوج مصراً على الاستمرار فيه.
الفرق بين الجماع في القبل والدبر من الناحية الشرعية
هناك فروق جوهرية بين الجماع في القبل والدبر من الناحية الشرعية، منها:
الجماع في القبل حلال ومباح: فالجماع في القبل هو الأصل في العلاقة الزوجية، وهو وسيلة للإنجاب وتكثير النسل. وقد أباح الله تعالى للزوج أن يستمتع بزوجته في القبل بكل الطرق الممكنة، ما لم يكن في ذلك ضرر عليها.
الجماع في الدبر حرام أو مكروه: فالجماع في الدبر محرم عند جمهور العلماء، ومكروه عند بعضهم، وذلك لما فيه من مخالفة للفطرة السليمة، ولما يترتب عليه من مفاسد وأضرار.
الجماع في القبل يؤدي إلى الإنجاب: فالجماع في القبل هو الوسيلة الطبيعية للإنجاب وتكثير النسل، وهو مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية.
الجماع في الدبر لا يؤدي إلى الإنجاب: فالجماع في الدبر لا يؤدي إلى الإنجاب، وبالتالي فهو مخالف لمقصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على النسل وتكثيره.
قد تكون مهتماً بالقراءة عن: حكم رفض الزوجة للجماع بسبب عدم الرغبة: متى يكون مباحًا ومتى يُحرم؟.
كيفية تجنب الوقوع في هذا الفعل المحرم
لتجنب الوقوع في هذا الفعل المحرم، وهو إتيان الزوجة في الدبر، يجب على المسلم أن يتبع الخطوات التالية:
1- تقوية الإيمان بالله تعالى
إن تقوية الإيمان بالله تعالى هو الأساس في تجنب الوقوع في أي معصية، فالمؤمن القوي الإيمان يخشى الله تعالى، ويعلم أنه مطلع عليه في كل لحظة، فيستحي أن يعصيه أو يخالف أمره.
2- التعرف على أحكام الشريعة الإسلامية
يجب على المسلم أن يتعرف على أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالعلاقة الزوجية، وأن يعلم ما هو حلال وما هو حرام، وأن يحرص على الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه.
4- الاستماع إلى النصائح والتوجيهات الدينية
يجب على المسلم أن يستمع إلى النصائح والتوجيهات الدينية من العلماء والدعاة، وأن يستفيد من خبرتهم وعلمهم، وأن يحرص على حضور الدروس والمحاضرات الدينية التي تتناول أحكام العلاقة الزوجية.
5- الابتعاد عن المؤثرات الخارجية
يجب على المسلم أن يبتعد عن المؤثرات الخارجية التي قد تدفعه إلى ارتكاب هذا الفعل المحرم، مثل الأفلام الإباحية والمواقع المشبوهة والقصص الخليعة، وأن يحرص على اختيار الصحبة الصالحة التي تعينه على الخير وتذكره بالله تعالى.
6- الحوار والتفاهم مع الزوجة
يجب على الزوجين أن يتحاورا ويتفاهما حول رغباتهما واحتياجاتهما الجنسية، وأن يتفقا على الطرق المشروعة للاستمتاع، وأن يحرصا على إرضاء بعضهما البعض في إطار ما أحله الله تعالى.
7- تجنب الخلوة المحرمة
يجب على الزوجين أن يتجنبا الخلوة المحرمة، وأن يحرصا على عدم الانفراد في مكان يثير الشهوة، وأن يلتزما بآداب الإسلام في اللباس والكلام والنظر.
8- الاستعاذة بالله من الشيطان
يجب على المسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يدعو الله تعالى أن يحفظه من الوقوع في المعاصي والذنوب، وأن يعينه على الثبات على الحق.
9- تذكر الأضرار المترتبة على هذا الفعل
يجب على المسلم أن يتذكر الأضرار المترتبة على هذا الفعل المحرم، سواء كانت أضراراً صحية أو نفسية أو اجتماعية، وأن يعلم أن هذا الفعل يغضب الله تعالى ويؤدي إلى سخطه وعقابه.
باتباع هذه الخطوات، يمكن للمسلم أن يتجنب الوقوع في هذا الفعل المحرم، وأن يحافظ على دينه وعرضه وصحته، وأن ينال رضا الله تعالى وسعادته في الدنيا والآخرة. والله أعلم.
دور الوعي الديني في الحفاظ على حدود العلاقة الزوجية
الوعي الديني يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على حدود العلاقة الزوجية، فهو يساعد الزوجين على:
1- معرفة الحقوق والواجبات: فالوعي الديني يساعد الزوجين على معرفة حقوقهما وواجباتهما تجاه بعضهما البعض، مما يساهم في بناء علاقة زوجية صحية ومستقرة.
2- الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية: فالوعي الديني يدفع الزوجين إلى الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية في جميع جوانب حياتهما، بما في ذلك العلاقة الزوجية.
3- تجنب المحرمات: فالوعي الديني يساعد الزوجين على تجنب المحرمات والمعاصي التي قد تفسد علاقتهما الزوجية، مثل إتيان الزوجة من الدبر.
4- تحقيق السعادة الزوجية: فالوعي الديني يساعد الزوجين على تحقيق السعادة الزوجية الحقيقية، وذلك من خلال بناء علاقة زوجية مبنية على المودة والرحمة والاحترام المتبادل.
في الختام، نؤكد على أن العلاقة الزوجية في الإسلام هي علاقة مقدسة تهدف إلى تحقيق السعادة والاستقرار للزوجين، ومن أهم جوانب هذه العلاقة هو الاستمتاع الحلال بين الزوجين، ولكن هذا الاستمتاع يجب أن يكون في إطار ما أحله الله تعالى، وأن يبتعد عن كل ما هو محرم ومضر، وإتيان الزوجة من الدبر هو فعل محرم عند جمهور العلماء، وذلك لما فيه من مخالفة للفطرة السليمة، ولما يترتب عليه من مفاسد وأضرار، لذا، يجب على الزوجين أن يتجنبا هذا الفعل المحرم، وأن يلتزما بأحكام الشريعة الإسلامية في جميع جوانب حياتهما، وأن يستعينا بالله تعالى على تحقيق السعادة الزوجية الحقيقية.
ندعوك لـ زيارة موقعنا الموسوعة حيث تجد مئات المقالات المفيدة في مختلف التخصصات، وفي حال أردت قراءة المزيد من المقالات الدينية سوف تجد أيضا كل ما تريد معرفته.