ما هو الطور القمري ومراحله في دورة القمر

هل تساءلت يوماً لماذا يتغير شكل القمر في السماء ليلاً بعد ليل؟ هذا التحول المستمر ليس مجرد منظر خلاب، بل هو قصة رائعة لظاهرة فلكية تسمى ما هو الطور أو مراحل القمر، فهم هذه الأطوار القمرية يفتح لك نافذة على إيقاعات الكون من حولك.
خلال هذا المقال، ستكتشف بالتفصيل دورة القمر الكاملة، بدءاً من طور المحاق وصولاً إلى طور البدر الساطع، ستتعلم كيف تحدث هذه التحولات وكيف يمكنك مراقبة كل طور فلكي بسهولة، مما سيجعل نظرتك للسماء أكثر عمقاً وإثارة.
جدول المحتويات
تعريف الطور القمري

ببساطة، الإجابة على سؤال ما هو الطور القمري تكمن في الشكل المتغير للقمر الذي نراه من الأرض أثناء دورانه حولها، تحدث هذه الأطوار أو المراحل بسبب المواقع النسبية لكل من الشمس والأرض والقمر، حيث يضيء جزءاً معيناً من الجزء المواجه للأرض بينما يظل الجزء الآخر مظلماً، هذا التغير المنتظم في الإضاءة هو ما نطلق عليه اسم الطور القمري، والذي يمر بدورة كاملة كل شهر تقريباً.
💡 تعمّق في فهم: ماهو الدين الاسلامي وأركانه الأساسية
أنواع الأطوار القمرية
- يبدأ ما هو الطور القمري بطور المحاق، حيث يكون القمر غير مرئي تقريباً لأنه يقع بين الأرض والشمس.
- ثم يتحول إلى طور الهلال المتزايد، حيث يظهر جزء صغير مضيء من القمر على شكل هلال رفيع.
- بعد ذلك يأتي طور البدر، وهو أكثر مراحل دورة القمر وضوحاً حيث يكون وجه القمر مكتمل الإضاءة بالكامل.
- وأخيراً يمر القمر بطور الهلال المتناقص قبل أن يعود إلى طور المحاق مرة أخرى، مكملاً دورته الشهرية.
💡 اطّلع على تفاصيل إضافية عن: اسماء الكتب السماوية وترتيب نزولها
كيف يتغير شكل القمر
يعد فهم كيف يتغير شكل القمر أمرًا بسيطًا عندما ندرك أن القمر نفسه لا ينتج ضوءًا، بل يعكس ضوء الشمس، التغير المستمر الذي نراه في شكله، أو ما نسميه ما هو الطور القمري، هو نتيجة لموقعه المستمر في رحلته حول الأرض بالنسبة للشمس، تخيل أنك تقف على الأرض، والشمس تضيء جانبًا واحدًا من القمر دائمًا، بينما يظل الجانب الآخر في الظلام، الشكل الذي نراه يعتمد ببساطة على مقدار الجزء المضاء الذي يكون مواجهًا لنا مباشرة.
هذه الرقصة السماوية بين الشمس والأرض والقمر هي السبب وراء المراحل المتتابعة التي نشاهدها كل شهر، بدءًا من المحاق ومرورًا بالهلال ووصولاً إلى البدر، دورة القمر الكاملة، أو دورة القمر، تستغرق حوالي 29.5 يومًا لتكتمل، وهي الفترة التي نراها فيها يمر بجميع الأطوار القمرية المعروفة.
الخطوات العملية لفهم تغير شكل القمر
- طور المحاق (القمر المظلم): يكون القمر بين الأرض والشمس، الجانب المضاء منه يكون بالكامل بعيدًا عنا، لذلك لا نراه في السماء.
- طور الهلال: يبدأ القمر بالتحرك في مداره، فيصبح رؤية شريط رفيع مضيء، هذا هو طور الهلال المتزايد، الذي يزداد حجمه يومًا بعد يوم.
- التربيع الأول: يصل القمر إلى نقطة حيث نرى نصف الجانب المضاء منه (النصف الأيمن)، فيظهر على شكل حرف D في السماء.
- الأحدب المتزايد: يستمر الجزء المضاء من القمر في النمو ليصبح أكبر من نصف قرصه، لكنه لم يكتمل بعد.
- طور البدر: هنا تكون الأرض بين الشمس والقمر، الجانب المضاء بالكامل من الشمس يكون مواجهًا لنا مباشرة، فنرى قرصًا دائريًا مكتملاً ومضيئًا، وهو طور البدر.
- الأحدب المتناقص: بعد البدر، يبدأ الجزء المضاء الذي نراه في التناقص تدريجيًا.
- التربيع الأخير: نرى مرة أخرى نصف الجانب المضاء من القمر، لكن هذه المرة النصف الأيسر، فيظهر على شكل حرف C.
- الهلال المتناقص: يعود القمر إلى شكل الهلال مرة أخرى، لكن بشكل متناقص، استعدادًا للعودة إلى طور المحاق وبدء دورة جديدة.
هذه الخطوات توضح بوضوح تغير شكل القمر الذي نراقبه كل شهر، كل طور هو merely لقطة في فيلم مستمر، يعكس الموضع النسبي الدقيق للأجرام الثلاثة: الشمس، والأرض، والقمر، هذا التغير المنتظم والمتوقع هو ما يجعل الطور الفلكي أداة مفيدة في التقويمات وفي مراقبة السماء.
💡 تعرّف على المزيد عن: فوائد طلب العلم وأثره في حياة المسلم
دورة القمر حول الأرض
لفهم ما هو الطور القمري بشكل أعمق، يجب أن ننظر إلى السبب الجذري لتلك التغيرات، ألا وهو دورة القمر حول الأرض، هذه الرحلة المنتظمة هي التي تُنتج الأطوار القمرية المختلفة التي نراها من شهر لآخر، يستغرق القمر حوالي 27.3 يومًا ليكمل دورة واحدة حول كوكبنا، وهي الفترة المعروفة باسم “الشهر الفلكي”.
خلال هذه الرحلة، يتحرك القمر في مدار شبه دائري، وهو يعكس ضوء الشمس دائمًا بنسبة 50% من سطحه، ومع ذلك، فإن النسبة التي نراها نحن من الأرض هي التي تتغير، مما يؤدي إلى ظهور الأطوار، يعتمد الشكل الذي نراه للقمر – سواء كان هلالاً أو بدراً – على الموضع النسبي للقمر والأرض والشمس، عندما يكون القمر بين الأرض والشمس، يكون وجهه المضيء بعيدًا عنا، وهذا هو طور المحاق.
ماذا يحدث خلال دورة القمر؟
- البداية مع المحاق: يختفي القمر تقريبًا من السماء، ليبدأ دورة جديدة.
- مرحلة التربيع الأول: بعد حوالي أسبوع، يظهر نصف القمر مضاءً، مما يشير إلى منتصف الطريق نحو البدر.
- ذروة الإضاءة (البدر): عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر، نرى وجه القمر بالكامل مضاءً بشكل دائري كامل.
- التربيع الثاني والأخير: يعود القمر ليظهر نصفه مضاءً مرة أخرى، لكن في الجهة المعاكسة، مبتعدًا نحو دورة جديدة.
هذه الدورة المنتظمة، من المحاق إلى البدر والعودة مرة أخرى، هي التي تُعرِّف ما هو الطور الذي نراه في سماء الليل، إنها عملية مستمرة ومتناغمة، تمنحنا تقويمًا فطريًا وترتبط بالعديد من الظواهر الطبيعية والثقافية في حياتنا.
💡 اطّلع على تفاصيل إضافية عن: علامات العين والحسد وكيفية الوقاية منها
الفرق بين الهلال والبدر

يعد الهلال والبدر مرحلتين أساسيتين ومتعاكستين في الإجابة عن سؤال ما هو الطور القمري، حيث يمثلان بداية ونهاية دورة القمر الشهرية، طور الهلال هو أول الأطوار القمرية ظهوراً بعد مرحلة المحاق، وفيه يظهر القمر كخيط رفيع ونحيل من الضوء في السماء الغربية بعد غروب الشمس مباشرة، أما طور البدر، فيمثل ذروة الإضاءة القمرية، حيث يظهر القمر كقرص دائري مكتمل ومضيء بالكامل، ويكون مرئياً طوال الليل تقريباً من الشروق إلى الغروب، هذا الاختلاف الجذري في الشكل والإضاءة هو الفارق الأكثر وضوحاً للعين المجردة.
ينشأ هذا التباين بسبب المواقع النسبية المختلفة للأرض والقمر والشمس خلال دورة القمر، ففي طور الهلال، يكون القمر واقعاً بين الأرض والشمس، مما يعني أن الجانب المواجه للأرض يكون مظلماً بالكامل تقريباً، ولا نرى سوى حافة صغيرة مضاءة، بينما في طور البدر، تكون الأرض بين الشمس والقمر، مما يسمح لأشعة الشمس بإضاءة الجانب المواجه للأرض بالكامل، فنراه قرصاً مكتملاً، هذه العلاقة الفلكية الدقيقة هي التي تحدد تغير شكل القمر الذي نراه شهرياً، وتجعل من كل من الهلال والبدر ظاهرة بصرية فريدة تحدد بداية الشهور القمرية وتزيين لياليها.
💡 اعرف تفاصيل أكثر حول: ماهو الفرق بين النبي والرسول
تأثير الطور على رؤية القمر
يعد فهم تأثير الطور على رؤية القمر أمراً أساسياً لفك لغز تغير شكله في سمائنا ليلاً، فما نراه من القمر ليس سوى انعكاساً مباشراً لموقعه النسبي من الشمس والأرض خلال رحلته الشهرية.
كيف يؤثر الطور القمري على مقدار إضاءة القمر؟
يحدد الطور القمري النسبة المئوية من سطح القمر التي تضيئها الشمس والمواجهة للأرض مباشرة، في طور البدر، يكون القمر مضاءً بالكامل تقريباً، مما يجعله ساطعاً وواضحاً في السماء، بينما في طور المحاق، يكون الجانب المضاء منه معاكساً للأرض تماماً، فلا نتمكن من رؤيته، أما في الأطوار المتوسطة كالتربيع الأول، فنرى نصف الجزء المضاء فقط، مما يجعله يبدو أقل سطوعاً.
لماذا يظهر القمر بأشكال مختلفة خلال الشهر؟
يعود السبب في ذلك إلى دورة القمر حول الأرض، فمع تحرك القمر في مداره، يتغير موقعه بالنسبة إلى الشمس والأرض، مما يؤدي إلى تغير الزاوية التي نرى منها الجزء المضاء منه، هذا التغير المستمر في الزاوية هو ما نسميه مراحل القمر أو الأطوار القمرية، بدءاً من الهلال الرفيع ووصولاً إلى البدر الكامل ثم عودته إلى المحاق.
هل يمكن أن يؤثر الطور على توقيت رؤية القمر؟
بالتأكيد، فكل طور قمري يرتبط بوقت محدد لشروق وغروب القمر، على سبيل المثال، يشرق القمر البدر مع غروب الشمس تقريباً ويبقى مرئياً طوال الليل، بينما يشرق الهلال بعد شروق الشمس بقليل، مما يجعله مرئياً لفترة قصيرة بعد الغروب في الأفق الغربي، لذا، فإن معرفة ما هو الطور الحالي للقمر تساعدنا على توقع موعد ومكان ظهوره في السماء.
💡 تعرّف على المزيد عن: فوائد ماء زمزم وفضله كما ورد في السنة
المنازل القمرية في الفلك
بعد أن فهمنا ما هو الطور القمري وكيف يتغير شكله، ننتقل إلى مفهوم أعمق وأكثر دقة في علم الفلك، وهو “المنازل القمرية”، هذه المنازل تمثل تقسيمًا أكثر تفصيلاً لدورة القمر، حيث تقسم مسار القمر الظاهري في السماء إلى 28 منزلة، يمكث القمر في كل منها ليلة تقريبًا، بينما يركز الطور على شكل القمر المضيء كما نراه من الأرض، فإن المنازل القمرية ترصد موقعه الدقيق بالنسبة للنجوم والكوكبات في القبة السماوية، مما يجعلها نظامًا فلكيًا متقدمًا لفهم حركته.
أهم النصائح لفهم المنازل القمرية وعلاقتها بالأطوار
- تتبع المنازل تدريجيًا: ابدأ بمشاهدة المنازل الأكثر بريقًا مثل “الشرطين” و”البلدة” لتسهيل رصدها وربطها بشكل القمر في طور الهلال.
- اربط المنزلة بالطور: لاحظ كيف يتزامن ظهور القمر في منازل معينة، مثل “الطرفة” و”الجبهة”، مع اكتمال طور البدر أو بداية طور المحاق.
- استخدم تطبيقات الفلك: استعن بتطبيقات الخرائط السماوية التي تظهر موقع القمر الحالي بين المنازل، مما يساعدك على تصور العلاقة بين موقعه وشكله.
- دوّن ملاحظاتك: احتفظ بمفكرة بسيطة تسجل فيها تاريخ رؤيتك للقمر في منزلة معينة وطوره المرئي، لتبدأ في ملاحظة نمط دورة القمر الكاملة بنفسك.
💡 يمكنك الاطلاع على المزيد حول: معلومات عن النبي محمد وسيرته العطرة
الظواهر المرتبطة بالأطوار

لا يقتصر فهم ما هو الطور القمري على مجرد رؤية تغير شكله فحسب، بل يمتد ليشمل تفسير عدد من الظواهر الفلكية المثيرة التي تحدث نتيجة لتغير مواقع الشمس والقمر والأرض بالنسبة لبعضها البعض، هذه الظواهر هي نتاج طبيعي ودقيق لحركة الأجرام السماوية وتوافقها مع دورة القمر المنتظمة، مما يمنحنا مشاهد خلابة تؤكد على دقة النظام الكوني.
ظواهر تحدث نتيجة للأطوار القمرية
تتسبب العلاقة الهندسية المتغيرة بين الشمس والقمر والأرض في حدوث ظواهر محددة يمكن رصدها من على سطح الأرض، بعض هذه الظواهر، مثل الخسوف، يكون مرتبطاً بشكل مباشر بالطور الذي يمر به القمر، حيث لا يمكن أن يحدث خسوف القمر إلا عندما يكون في طور البدر، فيما يلي نظرة على أبرز هذه الظواهر وعلاقتها المباشرة بالأطوار.
| اسم الظاهرة | الوصف | الطور القمري المرتبط |
|---|---|---|
| خسوف القمر | يحدث عندما تمر الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب ضوء الشمس عنه ويلقي ظلها عليه. | طور البدر |
| كسوف الشمس | يحدث عندما يمر القمر بين الشمس والأرض، فيحجب قرص الشمس بشكل كلي أو جزئي. | طور المحاق |
| القمر العملاق | يبدو القمر أكبر وأسطع من المعتاد عندما يكون في أقرب نقطة له من الأرض (الحضيض) ويكون في طور البدر. | طور البدر |
| قمر المحاق (القمر المظلم) | هو الفترة التي يكون فيها القمر في طور المحاق غير مرئي في السماء ليلاً، مما يتيح رؤية أفضل للنجوم الخافتة والأجرام السماوية الأخرى. | طور المحاق |
💡 اكتشف المزيد من المعلومات حول: أين تقع سفينة نوح بعد الطوفان العظيم
الأسئلة الشائعة
بعد أن استعرضنا تعريف الطور القمري بالتفصيل، تبقى بعض الأسئلة الشائعة التي تهم الكثيرين لفهم هذا الموضوع بشكل أعمق، إليك إجابات واضحة ومباشرة على أكثر هذه الاستفسارات تكراراً.
ما هو الطور الذي لا يمكن رؤية القمر فيه من الأرض؟
الطور الذي لا يمكن رؤية القمر فيه من الأرض هو طور “المحاق”، في هذه المرحلة، يقع القمر بين الأرض والشمس، مما يعني أن الجانب المضيء منه يكون مواجهاً للشمس بالكامل والجانب المظلم مواجهاً للأرض، لذلك، يكون القمر غير مرئي تقريباً في سماء الليل.
كم عدد الأطوار القمرية الرئيسية؟
هناك ثمانية أطوار قمرية رئيسية تشكل دورة القمر الكاملة التي تتكرر كل شهر تقريباً، تبدأ هذه المراحل بالمحاق، ثم الهلال المتزايد، التربيع الأول، الأحدب المتزايد، البدر، الأحدب المتناقص، التربيع الثاني، وأخيراً الهلال المتناقص قبل العودة إلى المحاق مرة أخرى.
ما الفرق بين الهلال والبدر؟
الفرق الأساسي يكمن في مقدار إضاءة القمر وموقعه بالنسبة للأرض والشمس، الهلال هو الطور الذي يظهر فيه جزء صغير مضيء من القمر (غالباً على شكل حرف C)، بينما البدر هو الطور الذي يكون فيه وجه القمر مضاءً بالكامل، حيث تكون الأرض بين الشمس والقمر، مما يسمح لنا برؤية الجانب المضيء بأكمله.
ما هي مدة دورة القمر الكاملة؟
تستغرق دورة القمر الكاملة، والتي تشمل جميع مراحل القمر من المحاق إلى المحاق الذي يليه، حوالي 29.5 يوم، هذه الفترة تُعرف باسم “الشهر القمري”، وهي الأساس للتقويم الهجري.
هل تؤثر الأطوار القمرية على كوكب الأرض؟
نعم، أكثر التأثيرات وضوحاً هي ظاهرة المد والجزر في المحيطات، حيث تؤثر جاذبية القمر، والتي تختلف قوتها قليلاً حسب قربه أو بعده أثناء دورته، على منسوب المياه، كما أن طور البدر الكامل يقدم إضاءة طبيعية ليلية أفضل مقارنة بباقي الأطوار.
💡 اقرأ المزيد عن: أبو جهل عم الرسول وعداوته للإسلام
وهكذا نكون قد تعرفنا على إجابة سؤال ما هو الطور، حيث رأينا كيف أن هذه التغيرات المنتظمة في شكل القمر ليست مجرد مشهد جميل، بل هي ساعة فلكية دقيقة تحكمها حركة القمر حول الأرض، إن فهم هذه الأطوار، خاصة مراحل القمر الرئيسية مثل الهلال والبدر، يفتح نافذة على عظمة الكون من حولنا، لماذا لا تبدأ من الليلة في مراقبة القمر وتحديد طوره بنفسك؟

