البحث العلمي

عناصر ومكونات الإطار النظري

عناصر ومكونات الإطار النظري هي بمثابة العناصر الأساسية في البحث العلمي التي تقدم الأساس النظري لفهم الظاهرة المدروسة، ويساهم هذا الإطار في تحديد العلاقات بين المتغيرات ويوجه الباحث نحو الإجابة على الأسئلة البحثية من خلال مفاهيم ونظريات من الأدبيات السابقة، وفي هذه المقالة، سنتناول عناصر ومكونات الإطار النظري التي يجب أن يحتوي عليها البحث العلمي وكيفية بناءه بطريقة صحيحة لدعم البحث.

 

ما هو الإطار النظري؟

الإطار النظري هو مجموعة من النظريات والمفاهيم التي تدعم البحث العلمي وتوفر الأساس المعرفي لفهم الظاهرة التي يدرسها الباحث، ويعد هذا الجزء من البحث بمثابة الخلفية التي يتم بناء عليها تحليل البيانات واستنتاج النتائج، فمن خلال الإطار النظري، يوجه الباحث دراسته نحو الأسئلة المحددة مسبقًا، ويضع الأسس التي تستند إليها فرضيات البحث.

 

وبناءً على هذه المفاهيم والنظريات، يفحص ويحلل الباحث العلاقات بين المتغيرات المختلفة التي تشكل الظاهرة المدروسة، وفي النهاية، يسهم الإطار النظري في توجيه البحث وتفسير النتائج المتوقعة بناءً على الأدلة العلمية المعتمدة.

 

ما هو الإطار النظري

 

اطلع كذلك على: الإطار المنهجي للبحث العلمي

 

عناصر ومكونات الإطار النظري

يتكون الإطار النظري من عدة عناصر أساسية تشكل الأسس التي يعتمد عليها البحث، وهذه أهم عناصر ومكونات الإطار النظري:

 

1- النظريات والمفاهيم الأساسية

أحد عناصر ومكونات الإطار النظري هو النظريات والمفاهيم الأساسية التي تساهم في توجيه البحث، وتتضمن هذه النظريات تلك التي لها علاقة مباشرة بالظاهرة المدروسة وتوفر تفسيرًا علميًا لها، فعلى سبيل المثال، إذا كان الباحث يدرس تأثير وسائل الإعلام على سلوك الأفراد، فسيستند إلى نظريات وسائل الإعلام مثل نظرية التأثيرات المباشرة أو نظرية التيسير الاجتماعي لتوضيح كيفية تأثير الإعلام على سلوك الناس.

 

المفاهيم هي الكلمات أو التعريفات الأساسية التي يتم استخدامها داخل البحث، كما يجب أن تكون هذه المفاهيم واضحة ومحددة بدقة لضمان أن كل شخص يقرأ الإطار النظري يتفهم نفس المعنى المقصود، فمثلاً، قد يتضمن البحث حول العنف الأسري مفاهيم مثل “العنف الجسدي” و”العنف النفسي”.

 

2- الأدبيات السابقة والدراسات السابقة

مراجعة الأدبيات السابقة جزء أساسي من عناصر ومكونات الإطار النظري، وتساهم الدراسات السابقة في تقديم الأدلة والنتائج التي تم التوصل إليها في مجالات البحث ذات الصلة، ويمكن للباحث من خلال مراجعة هذه الدراسات بناء على المعرفة السابقة المتعلقة بالموضوع المدروس تحديد الفجوات التي قد تكون موجودة في الأدبيات.

 

تساعد مراجعة الأدبيات السابقة في تحديد الأساليب والطرق التي استخدمها الباحثون الآخرون، الأمر الذي يساعد في اختيار المنهجية المناسبة للبحث، كما أنها توفر دعمًا علميًا للفرضيات التي يقوم الباحث بتطويرها.

 

3- الفرضيات أو الأسئلة البحثية

بعد بناء الفهم النظري حول الموضوع، يقوم الباحث بتحديد الفرضيات أو الأسئلة البحثية التي يسعى للإجابة عليها من خلال دراسته، فالفرضيات هي عبارة عن توقعات علمية يتم اختبارها في البحث باستخدام البيانات التي يتم جمعها، وتساعد الفرضيات في تحديد العلاقات بين المتغيرات المختلفة التي يتم دراستها.

 

على سبيل المثال، قد يطرح الباحث فرضية مفادها أن “استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى زيادة مستوى القلق الاجتماعي لدى المراهقين.” يتعين على الباحث اختبار هذه الفرضية بناءً على البيانات المجمعة في الدراسة.

 

4- تحديد المتغيرات والعلاقات بينها

من عناصر ومكونات الإطار النظري هو تحديد المتغيرات التي سيتم دراستها وعلاقاتها ببعضها البعض، فالمتغيرات هي العناصر التي يتم قياسها في البحث مثل “الضغط النفسي”، “مستوى التفاعل الاجتماعي”، أو “الرضا الوظيفي”، ويجب على الباحث أن يوضح كيف يؤثر كل متغير على الآخر.

 

على سبيل المثال، في دراسة تأثير التعليم على الأداء الوظيفي، قد يتم تحديد المتغيرات مثل “نوع التعليم”، “سنوات الخبرة”، و”الرضا الوظيفي”، مع توضيح العلاقة المتوقعة بينها.

 

اقرأ أيضاً عن: خطوات الاطار النظري الناجح

 

5- الأطر المفاهيمية والأنموذج البحثي

الأطر المفاهيمية هي الأطر التي تنظم الأفكار والنظريات في البحث، وهذه الأطر توفر للباحث مفهومًا عن كيفية تنظيم ودراسة الظاهرة المعنية، وهي بمثابة تمثيل عقلي للعلاقات بين المتغيرات التي يسعى الباحث لدراستها، وهذا الإطار يساعد في توضيح كيفية تحليل الظاهرة باستخدام الأدوات والنظريات المناسبة.

 

الأنموذج البحثي هو طريقة تصوير افتراضية للافتراضات التي سيختبرها الباحث، كما يصف الأنموذج كيفية ارتباط العوامل أو المتغيرات ببعضها البعض، وما هي العمليات التي تؤدي إلى النتائج المحتملة، وقد يتضمن الأنموذج البحثي أيضًا مخططًا بيانيًا يوضح العلاقات بين المتغيرات.

 

6- الدراسات التجريبية أو الميدانية (إن وجدت)

قد تشتمل عناصر ومكونات الإطار النظري على الدراسات التجريبية أو الدراسات الميدانية التي استخدمها الباحثون في السابق في دراسة الظاهرة المدروسة، وقد تتضمن هذه الدراسات تجارب ميدانية، تحليلات إحصائية، أو دراسات حالة ذات صلة، وتساهم هذه الدراسات في تقوية الإطار النظري عن طريق إضافة أدلة ملموسة حول العلاقات بين المتغيرات.

 

عناصر ومكونات الإطار النظري

 

اعرف أكثر حول: الاطار النظري في البحث العلمي

 

كيفية إعداد الإطار النظري بشكل فعال

بناء عناصر ومكونات الإطار النظري يتطلب خطوات منهجية واضحة لضمان تغطيته لكافة الجوانب المطلوبة، وهذه بعض الخطوات الأساسية لإعداد الإطار النظري:

  • مراجعة الأدبيات: ابدأ بمراجعة الأدبيات السابقة المتعلقة بالموضوع لتحديد النظريات الحالية والدراسات التي تمت في هذا المجال.
  • اختيار المفاهيم والنظريات المناسبة: بناءً على الأدبيات، اختر النظريات والمفاهيم التي تتناسب مع موضوع البحث.
  • تحديد الفرضيات والأسئلة: ضع الفرضيات أو الأسئلة التي تهدف الإجابة عليها في البحث، مستندًا إلى المفاهيم التي تم تحديدها.
  • تنظيم الأفكار: قم بتنظيم الأفكار والنظريات بطريقة منطقية، مع توضيح العلاقة بين المتغيرات التي سيتم فحصها.
  • التأكد من أن الإطار النظري متماشي مع منهجية البحث: تأكد من أن الإطار النظري يتناسب مع المنهجية التي ستستخدمها في البحث، سواء كانت كمية أو نوعية.

 

اقرأ أيضاً عن: كيفية كتابة الإطار النظري في رسالة ماجستير

 

عناصر ومكونات الإطار النظري هو حجر الزاوية في أي بحث علمي، حيث تساعد الباحث في توجيه دراسته وفهم الظاهرة المدروسة بناءً على النظريات والمفاهيم المدروسة في الأدبيات السابقة، ومن خلال بناء إطار نظري شامل ومنظم، يضمن الباحث أن دراسته ستستند إلى أسس علمية قوية، مما يزيد من مصداقية البحث ودقته، ويتطلب الإطار النظري الاهتمام بتحديد الفرضيات، المتغيرات، ودراسة العلاقة بينها، وبالتالي تقديم إطار معرفي يُبنى عليه التحليل والنتائج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى