علامات الساعه الكبرى
تعتبر علامات الساعه الكبرى من المواضيع المهمة في العقيدة الإسلامية، حيث تُشير إلى أحداثٍ عظيمة ستحدث قبل نهاية العالم، هذه العلامات تأتي بعد ظهور العديد من العلامات الصغرى، وتكون بمثابة إشارات اقتراب يوم القيامة وقد وردت هذه العلامات في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي تمثل تحولات كبرى في الكون والحياة البشرية.
في هذا المقال، سنستعرض علامات الساعة الكبرى بالتفصيل، مع ذكر الأدلة من القرآن والسنة.
جدول المحتويات
مفهوم علامات الساعة الكبرى
علامات الساعة الكبرى هي الأحداث العظيمة التي تدل على قرب قيام الساعة وانتهاء الحياة الدنيا، وقد وردت في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة إشارات إلى هذه العلامات، حيث يُقسم العلماء علامات الساعة إلى نوعين: علامات صغرى وعلامات كبرى العلامات الصغرى قد بدأت بالفعل في الظهور منذ زمن النبي محمد ﷺ، أما الكبرى فهي سلسلة من الأحداث العظيمة التي ستقع في نهاية الزمان وتؤذن بقرب يوم القيامة.
يمكنك قراءة المزيد عن: ترتيل القرآن الكريم: رحلة روحية مع كلام الله
علامات الساعه الكبرى في القرآن
ذكر القرآن الكريم بعض علامات الساعة الكبرى بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها والدخان هذه الآيات تأتي كتحذير للناس بأن نهاية العالم قريبة، وأن عليهم الاستعداد ليوم الحساب.
علامات الساعه الكبرى في السنة
السنة النبوية الشريفة قدمت لنا الكثير من التفاصيل حول علامات الساعة الكبرى في حديث طويل رواه الصحابي حذيفة بن أسيد الغفاري، بيّن النبي محمد ﷺ عشر علامات كبرى للساعة، وهي: خروج الدجال، نزول عيسى عليه السلام، خروج يأجوج ومأجوج، طلوع الشمس من مغربها، الدخان، الدابة، ثلاث خسوفات، والنار التي تحشر الناس.
ظهور المهدي المنتظر
من أوائل علامات الساعة الكبرى هو ظهور المهدي المنتظر المهدي هو رجل صالح من ذرية النبي محمد ﷺ، اسمه محمد بن عبد الله، وسيخرج في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً سيحكم المهدي المسلمين لمدة سبع سنوات ويكون زمنه زمن رخاء واستقرار، بحسب الأحاديث النبوية.
أحاديث عن المهدي المنتظر
وردت الأحاديث عن المهدي في العديد من المصادر الإسلامية من أبرزها حديث النبي ﷺ: “يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورًا” كما ورد أن المهدي سيخرج في وقتٍ يعم فيه الفساد والظلم في الأرض، ليكون علامة قوية على اقتراب الساعة.
لمزيد من المعلومات عن الصلاة: الصلاة في الإسلام
نزول عيسى عليه السلام
بعد ظهور المهدي، يأتي نزول عيسى عليه السلام كعلامة أخرى من علامات الساعة الكبرى سينزل عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان ليقضي على المسيح الدجال ويعيد السلام والعدل إلى الأرض.
عيسى في القرآن والسنة
ذكر القرآن الكريم نزول عيسى عليه السلام في قوله تعالى: “وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم” (الزخرف: 61) كما ورد في السنة أن عيسى سينزل في دمشق، وسيتولى الحكم بعد القضاء على الدجال.
خروج الدجال
المسيح الدجال هو إحدى أهم علامات الساعة الكبرى وأكثرها تخويفًا للبشرية سيخرج الدجال في آخر الزمان ويدّعي الألوهية، وسيكون فتنة عظيمة للمؤمنين يتمتع الدجال بقدرات خارقة تمكنه من خداع الناس، حيث سيقوم بتحديات ومظاهر إعجازية تجعل ضعاف الإيمان يتبعونه.
أحاديث عن الدجال
ورد في الأحاديث النبوية أن الدجال سيخرج من جهة المشرق، وتحديدًا من منطقة خراسان وسيكون معه جنود وأتباع، وسيقوم بجولات في الأرض باستثناء مكة والمدينة، حيث لا يستطيع دخولهما النبي محمد ﷺ حذّر من فتنته بقوله: “ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال”.
طلوع الشمس من مغربها
طلوع الشمس من مغربها هو علامة أخرى من علامات الساعة الكبرى التي تدل على تغييرات كبيرة في النظام الكوني حيث عند طلوع الشمس من مغربها، سيغلق باب التوبة، ولن يقبل الله توبة أحد بعد ذلك.
دلائل طلوع الشمس من مغربها
ورد في الحديث الشريف: “لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا” (رواه البخاري ومسلم) وهذا يعني أن طلوع الشمس من مغربها سيشكل نقطة تحول، حيث سيغلق باب التوبة ولن يقبل الله توبة من لم يكن مؤمنًا قبل ذلك الوقت.
طلوع الشمس من مغربها يشير إلى تغير غير طبيعي في نظام الكون، وهو علامة يراها الجميع ولا يمكن إنكارها فبمجرد حدوث هذه العلامة، سيصبح من الواضح أن نهاية العالم باتت وشيكة، وأن الأجل قد اقترب.
ظهور يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج هما قومان عظيمان سيظهران في آخر الزمان كعلامة من علامات الساعة الكبرى ورد ذكرهم في القرآن الكريم في قصة ذي القرنين، حيث بنى سدًا لحجزهم سيتمكن يأجوج ومأجوج من الخروج في نهاية الزمان، وسيتسببون في فساد كبير في الأرض، ويكونون سببًا في الفوضى والدمار.
يأجوج ومأجوج في القرآن والسنة
جاء ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن في قوله تعالى: “حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون” (الأنبياء: 96) وفي السنة، ورد أن خروجهم سيكون بعد نزول عيسى عليه السلام، حيث يدعو الله أن ينزل عليهم عقابًا إلهيًا، فيرسل الله عليهم دودًا يقضي عليهم.
يأجوج ومأجوج يمثلون فتنة عظيمة للبشرية، وسيتسببون في دمار كبير قبل أن يقضي الله عليهم بعد هلاكهم، سيعيش الناس في فترة من السلام حتى اقتراب الساعة بشكل نهائي.
يمكنك قراءة المزيد عن: الزكاة في الإسلام
الدخان
الدخان هو علامة أخرى من علامات الساعة الكبرى، حيث سيظهر دخان عظيم يغطي السماء، ويؤثر على الناس بشكل مباشر ورد ذكر الدخان في القرآن الكريم في قوله تعالى: “فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين – يغشى الناس هذا عذاب أليم” (الدخان: 10،11) سيكون هذا الدخان عذابًا من الله لبعض الناس، وسيظل في الأرض لفترة من الزمن.
تأثير الدخان على العالم
الدخان سيكون علامة واضحة لا يمكن تجاهلها، وسيتسبب في معاناة كبيرة للبشرية في الحديث الشريف، ورد أن الدخان سيصيب المؤمن كأنه نزلة برد، أما الكافر فسيصيبه بشكل أكثر حدة وألمًا هذه العلامة تأتي لتذكير الناس بنهاية العالم، ولتكون منبّهًا لأولئك الذين لم يتوبوا بعد.
حدوث زلزلة عظيمة
من علامات الساعة الكبرى كذلك حدوث زلزلة عظيمة تهز الأرض بشكل غير مسبوق هذه الزلزلة ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة الزلزلة: “إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها” (الزلزلة: 12) هذه الزلزلة ستحدث في نهاية الزمان وتكون علامة على اقتراب الساعة بشكل كبير.
تفسير الزلزلة في الإسلام
الزلزلة تشير إلى اهتزاز الأرض بشكل غير طبيعي، وهي علامة من علامات الساعة التي لا يمكن للبشر تجاهلها الزلزلة العظيمة ستكون إحدى العلامات النهائية التي تسبق يوم القيامة، وستكون مؤشراً على بداية انهيار النظام الكوني.
يمكنك معرفة المزيد حول: الصيام في الإسلام
الدابة التي تتحدث
الدابة هي علامة أخرى من علامات الساعة الكبرى، حيث ستخرج دابة من الأرض تتحدث إلى الناس وتخبرهم بأنهم لم يؤمنوا بآيات الله ورد ذكر الدابة في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون” (النمل: 82).
دور الدابة في نهاية الزمان
الدابة ستكون علامة واضحة على اقتراب الساعة، وستكون بمثابة تحذير أخير للناس ستتميز هذه الدابة بقدرتها على التحدث إلى البشر، وتوبيخهم على عدم إيمانهم بآيات الله العلماء اختلفوا في تحديد ماهية هذه الدابة، ولكن المهم أن ظهورها سيكون إحدى العلامات الكبرى التي لا يمكن إنكارها.
النار التي تجمع الناس
من علامات الساعة الكبرى التي وردت في الأحاديث النبوية هي النار التي تخرج من اليمن وتجمع الناس إلى محشرهم هذه النار ستكون علامة واضحة وغير قابلة للتجاهل، حيث ستقود البشرية إلى مكان تجمعهم قبل يوم القيامة.
أحاديث النار التي تحشر الناس
ورد في الحديث الشريف أن النبي محمد ﷺ قال: “آخِرُ الآياتِ نارٌ تَخرُجُ منَ اليمنِ تَسوقُ النَّاسَ إلى مَحشَرِهِم” (رواه البخاري ومسلم) هذه النار ستخرج من جهة اليمن، وستسوق الناس إلى أرض المحشر، حيث سيجمعون لاستقبال الحساب ستكون هذه النار آخر علامة كبرى قبل قيام الساعة مباشرة.
النار التي تحشر الناس ليست نارًا عادية، بل هي نار عظيمة ستقود البشر إلى مكان محدد، وستكون علامة لا شك فيها على انتهاء الحياة الدنيا وبداية الحساب.
انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب
من العلامات الكبرى التي وردت في الأحاديث أيضًا هو انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب هذا الحدث سيؤدي إلى صراع كبير بين الناس، حيث سيتقاتلون للحصول على هذا الذهب.
أحاديث انحسار نهر الفرات
ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ: “يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيُقتَل من كل مئة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو” (رواه مسلم).
يشير هذا الحديث إلى أن نهر الفرات سيكشف عن كنز عظيم في شكل جبل من الذهب، وستعم الفوضى والقتال بين الناس للحصول عليه سيكون هذا الحدث علامة على الفتنة والاضطراب الذي سيعم العالم في آخر الزمان.
اعرف المزيد حول: القوانين الكونية في القرآن
خروج ثلاث خسوفات
من العلامات الكبرى التي تسبق قيام الساعة هي خروج ثلاث خسوفات: خسف في المشرق، وخسف في المغرب، وخسف في جزيرة العرب هذه الخسوفات ستكون غير طبيعية وستؤدي إلى تدمير مناطق واسعة من الأرض.
أحاديث الخسوفات الثلاث
ورد في الحديث الشريف أن النبي محمد ﷺ قال: “إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات” وذكر منها: “خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب” (رواه مسلم).
هذه الخسوفات ستكون عذابًا من الله لبعض الناس، وتمهيدًا لظهور باقي علامات الساعة الكبرى العلماء اختلفوا في تفسير هذه الخسوفات، لكنهم اتفقوا على أنها ستكون تغييرات جغرافية كبيرة تؤدي إلى دمار هائل في الأرض.
استحلال الخمر والزنا
في آخر الزمان، سيصل الفساد إلى مستويات غير مسبوقة، وسيصبح استحلال الخمر والزنا علامة واضحة على اقتراب الساعة ستنتشر هذه المعاصي بين الناس، ويصبح الحرام حلالًا في نظر الكثيرين.
أحاديث عن استحلال الخمر والزنا
ورد في الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “من أشراط الساعة أن يُرفع العلم، ويثبت الجهل، ويُشرب الخمر، ويُظهر الزنا” (رواه البخاري) هذا الحديث يشير إلى أن انتشار الفساد والمعاصي سيصبح أمرًا شائعًا في آخر الزمان، وسيعتبره الناس أمرًا طبيعيًا أو حتى مقبولًا.
استحلال الخمر والزنا يعبر عن التدهور الأخلاقي والاجتماعي الذي سيعم الأرض قبل قيام الساعة، حيث سيفقد الناس القيم الدينية والأخلاقية، وستصبح المعاصي جزءًا من حياتهم اليومية.
انتشار الفساد والظلم
من العلامات الكبرى التي تدل على اقتراب الساعة هو انتشار الفساد والظلم في الأرض سيعم الظلم بين الناس، وسيصبح الفساد جزءًا لا يتجزأ من حياتهم السياسية والاجتماعية.
أحاديث عن انتشار الفساد والظلم
ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ أنه قال: “إن بين يدي الساعة أيامًا يُرفع فيها العلم، ويكثر فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج” قيل: وما الهرج؟ قال: “القتل” (رواه البخاري).
الفساد والظلم سيصبحان العلامة البارزة في آخر الزمان، حيث سيتقاتل الناس، ويعم الفساد في الأرض، ويُظلم الضعفاء، سيشهد العالم في آخر الزمان تدهورًا أخلاقيًا كبيرًا، حيث سيصبح الفساد والظلم جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس، وسيعم القتل وسفك الدماء بدون حق هذا الفساد والظلم سيصل إلى مستويات غير مسبوقة، وسيكون علامة على اقتراب الساعة في هذا السياق، ورد في حديث النبي ﷺ: “سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة” قيل: وما الرويبضة؟ قال: “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة” (رواه ابن ماجه).
تشير هذه الأحاديث إلى أن الفساد سيغزو كل جوانب الحياة، وسيصبح الصدق نادرًا، وسيسيطر الكذب والخداع على المجتمع هذا الانحدار الأخلاقي هو إحدى علامات الساعة الكبرى التي تؤكد اقتراب نهاية العالم.
يمكنك القراءة أيضا حول: الأسباب والمسببات في القرآن الكريم
في ختام هذا المقال، تعد علامات الساعة الكبرى هي إشارات واضحة من الله سبحانه وتعالى تدل على اقتراب نهاية العالم، هذه العلامات، سواء كانت ظهور المهدي المنتظر، نزول عيسى عليه السلام، خروج المسيح الدجال، طلوع الشمس من مغربها، أو غيرها من العلامات، كلها تدعونا إلى التفكير الجاد في حياتنا وأعمالنا.
والهدف الأساسي من معرفة هذه العلامات هو تحفيز المؤمنين على التوبة والرجوع إلى الله، والاستعداد ليوم الحساب، في ظل انتشار الفساد والظلم في العالم، يجب على المسلمين أن يكونوا على وعي دائم بهذه العلامات وأن يسعوا للتمسك بالقيم الإسلامية التي تحميهم من الفتن وتساعدهم على الاستعداد لأحداث نهاية الزمان.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن نهاية العالم في الإسلام ليست مجرد نهاية مادية، بل هي بداية لحياة أخرى، حيث يُحاسب الناس على أعمالهم ويُجازون على ما قدموا في الدنيا.
ندعوك لـ زيارة موقعنا الموسوعة حيث تجد مئات المقالات المفيدة في مختلف التخصصات ، وفي حال أردت قراءة المزيد من المقالات الدينية سوف تجد أيضا كل ما تريد معرفته.