سبب الهرولة بين الصفا والمروة

في مناسك الحج والعمرة، يعتبر السعي بين الصفا والمروة أحد أهم الشعائر التي يؤديها المسلمون بعد الطواف حول الكعبة ورغم أن السعي يعد من الأعمال الظاهرة، إلا أن له بُعدًا روحانيًا عميقًا يتعلق بالإيمان والتقوى، ويُظهر عظمة الله سبحانه وتعالى في كل حركة من حركات المؤمن يُعتبر الهرولة بين الصفا والمروة إحدى الممارسات التي تجمع بين العبادة والتاريخ الديني العريق، ويعتبر هذا العمل بمثابة إحياء لذكرى السيدة هاجر رضي الله عنها، التي جاهدت من أجل طفلها إسماعيل عليه السلام في صحراء مكة.
في هذا المقال، سوف نتناول سبب الهرولة بين الصفا والمروة، مع تسليط الضوء على القصة التاريخية للسيدة هاجر، فضل السعي في الإسلام، وشروطه وآدابه، بالإضافة إلى معنى الهرولة في هذا السياق الديني وكيفية أدائها بشكل صحيح وفقًا للشريعة الإسلامية.
جدول المحتويات
تعريف بالسعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة هو الشعيرة التي يتم خلالها المشي بين جبلين صغيرين يقعان في المسجد الحرام في مكة المكرمة بدأ السعي من الصفا حيث يبدأ الحاج أو المعتمر بالوقوف للدعاء والتوجه إلى الله، ثم يمشي نحو المروة، ويكرر هذا الذهاب والعودة سبع مرات السعي يمثل عبادة تعكس التواضع والتقوى، ويعكس تضرع المؤمن لله تعالى للحصول على الرحمة والمغفرة.
السعي بين الصفا والمروة هو جزء أساسي من مناسك الحج والعمرة، حيث يجب على المسلم أداء السعي بعد الطواف حول الكعبة وتُعد هذه العبادة بمثابة تذكير للمسلمين بفضل الله ورحمته، وتشبيهًا لرحلة الإيمان التي يمر بها المسلم في سعيه الدائم لمرضاة الله.
سبب الهرولة بين الصفا والمروة
يعود إلى القصة التاريخية للسيدة هاجر رضي الله عنها، عندما تركها زوجها النبي إبراهيم عليه السلام في وادٍ غير ذي زرع مع ابنها إسماعيل عليه السلام وبعد أن نفد الماء، بدأت السيدة هاجر في السعي بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء لابنها، وذلك عبر المسافة بين الجبلين في مكة وقد استجاب الله تعالى لدعائها، وظهرت بئر زمزم، التي أصبحت مصدرًا للماء المبارك الهرولة بين الصفا والمروة في مناسك الحج والعمرة هي إحياء لذكرى هذه التضحية والإيمان العميق من السيدة هاجر، وتعكس الجد والاجتهاد في طلب الرحمة والمغفرة من الله تعالى.
القصة التاريخية للسيدة هاجر
إن سبب الهرولة بين الصفا والمروة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقصة السيدة هاجر رضي الله عنها، زوجة النبي إبراهيم وأم نبي الله إسماعيل عليه السلام فقد كان إبراهيم عليه السلام قد ترك زوجته هاجر وابنها إسماعيل في وادٍ غير ذي زرع، وهو مكان لا يوجد فيه ماء ولا حياة، بأمر من الله تعالى وبعد أن نفد الماء من زجاجة هاجر، بدأت في السعي بين الصفا والمروة تبحث عن الماء لرضيعها إسماعيل وكانت الهرولة بين الصفا والمروة رمزا لجهادها، وتسعى بكل جهدها لتلبية حاجة طفلها، حتى أن الله عز وجل استجاب لدعائها، وظهرت بئر زمزم التي أصبحت بعد ذلك مصدرًا للماء المبارك.
الهرولة بين الصفا والمروة في الحج والعمرة تعتبر إحياءً لتلك التضحية والإيمان العميق الذي تجسد في سعي هاجر، وتعتبر رمزًا للثبات والإصرار في طلب رحمة الله ورزقه.
يمكنك أيضاً الاطلاع على: العلاجات الطبيعية للقلق.
فضل السعي في الإسلام
السعي بين الصفا والمروة ليس مجرد عمل رمزي أو تقليد ديني، بل هو عبادة عظيمة في الإسلام يعتبر السعي من الشعائر التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في الحديث الصحيح: “اسْعَوْا فَإِنَّكُمْ تَأْتُونَ مَوَاقِيتَ مَعَجَّلَةً” كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ” (البقرة: 158).
كما أن السعي بين الصفا والمروة يمثل التضحية والجدية في السعي وراء رضا الله، ويُظهر فداحة ما بذلته السيدة هاجر في سعيها وراء الماء لابنها إسماعيل ولهذا السبب، يعتبر السعي من الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله، ويحث المسلم على التمسك بالإيمان في أحلك الظروف.
اقرأ المزيد في: فضل الصلاة على النبي.
الهرولة كرمز للسعي إلى رحمة الله
الهرولة بين الصفا والمروة ليست مجرد حركة جسدية، بل هي رمز للسعي الجاد نحو رحمة الله تعالى المسلم الذي يهرول بين الصفا والمروة لا يهرول لأجل شيء دنيوي، بل يهرول ويجتهد في طلب مغفرة الله ورحمته كما أن الهرولة تتضمن جانبًا من الإصرار في السعي نحو الهدف الروحي، وهو التقرب إلى الله.
في الواقع، الهرولة هي علامة على النشاط والإرادة في العبادة، وتُظهر الجدية في الطاعة والإخلاص لله ومن هنا، تبرز الهرولة كجزء أساسي من السعي، حيث تتسم بالحركة السريعة والمتواصلة بين الصفا والمروة، مما يُعطي هذا العمل روحًا خاصة من العزم والصدق.
شروط السعي بين الصفا والمروة
لكي يكون السعي بين الصفا والمروة صحيحًا، يجب أن يتوافر فيه بعض الشروط التي تُحددها الشريعة الإسلامية من هذه الشروط:
- الطهارة: يجب أن يكون الساعي طاهرًا، حيث إن السعي لا يجوز إلا على الطهارة.
- السعي بعد الطواف: لا يجوز السعي قبل الطواف حول الكعبة، بل يجب أن يكون السعي بعد أداء الطواف.
- السعي في المكان المخصص: يجب أن يتم السعي بين الصفا والمروة في الأماكن المخصصة لهما داخل المسجد الحرام.
- العدد الصحيح للأشواط: يجب على المسلم أن يلتزم بعدد الأشواط، وهي سبع أشواط، يبدأ السعي من الصفا وينتهي بالمروة.
الحكمة من السعي في أداء المناسك
السعي بين الصفا والمروة يحمل في طياته العديد من الحكم الروحية والتربوية فقد علمنا الله من خلال هذه العبادة أن نتوجه إليه بقلوب صادقة، وأن نتحلى بالثبات والإصرار في السعي وراء رضا الله تعالى، تمامًا كما فعلت السيدة هاجر حينما سعت بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء.
كما أن السعي يُظهر جانبًا من الرحمة الإلهية، فالله استجاب لدعاء هاجر وأنعم على إسماعيل بالماء، مما يعكس الرحمة الواسعة التي تشمل كل من يسعى إلى الله بإيمان وتقوى.
قد تكون مهتماً بالقراءة عن: فضائل سور القرآن الكريم
حكم ترك الهرولة أثناء السعي
الهرولة بين الصفا والمروة تُعد سُنة مؤكدة في السعي، وخاصة للرجال لكن بالنسبة للنساء، الهرولة ليست واجبة بل يُستحب أن يمشين بهدوء وبطريقة متأنية ويجب أن يتجنب المسلم ترك الهرولة إذا كانت السعي فرضًا، لأن ترك السعي ككل يُبطل أداء المناسك.
الفرق بين السعي للرجال والنساء
الرجال مطالبون بالهرولة بين الصفا والمروة عند السعي، بينما النساء لا يطالبن بالهرولة في الإسلام هذا التمييز يعود إلى الاحتياطات الشرعية المرتبطة بالحياء والخصوصية، حيث يُستحب للنساء أن يمشين بخطوات هادئة أثناء السعي بين الجبلين.
عدد أشواط السعي وكيفية أدائها
عدد أشواط السعي بين الصفا والمروة هو سبع أشواط، يبدأ السعي من الصفا وينتهي عند المروة بعد السعي، يمكن للمعتمر أو الحاج الدعاء بما شاء بين الصفا والمروة، حيث إن هذا الوقت من الأوقات المستحبة للدعاء يجب التأكد من استكمال جميع الأشواط السبع وعدم ترك أي شوط.
يمكنك القراءة أيضاً في: شروط قضاء الصيام.
الأدعية المستحبة أثناء السعي
من السنن المستحبة أثناء السعي بين الصفا والمروة الدعاء إلى الله والتضرع له يُمكن الدعاء بكل ما يريد المسلم من خيرات الدنيا والآخرة، ويمكن الاستعانة بالأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل دعاء السعي المشهور: “اللهم إني أسالك من فضلك ورحمتك، اللهم اغفر لي ذنوبي، وارزقني من حيث لا أحتسب”
في ختام هذا المقال: تعتبر الهرولة بين الصفا والمروة رمزًا من رموز الإيمان والعبادة في الإسلام، وهي لا تقتصر فقط على كونها حركة بدنية بل تحمل في طياتها دروسًا روحية وتربوية للمسلم من خلال السعي بين الصفا والمروة، يتجسد الإيمان العميق والتعلق بالله، ويُظهر المسلمون الإصرار على طلب رحمة الله، كما فعلت السيدة هاجر، أم إسماعيل، في صحراء مكة.
ندعوك لـ زيارة موقعنا الموسوعة حيث تجد مئات المقالات المفيدة في مختلف التخصصات ، وفي حال أردت قراءة المزيد من المقالات الدينية سوف تجد أيضا كل ما تريد معرفته.
المصادر



