اول شيء خلقه الله وحكمته في ذلك

هل تساءلت يوماً عن بداية كل شيء؟ عن اللحظة الأولى التي انبثق فيها الوجود من العدم؟ إن معرفة اول شيء خلقه الله ليست مجرد معلومة تاريخية، بل هي مفتاح لفهم مكانتنا في هذا الكون الواسع ومعنى حياتنا، هذا السؤال يحمل في طياته حكمة عظيمة تمنحك رؤية أعمق لخلق السماوات والأرض.

خلال هذا المقال، ستكتشف الإجابة الواضحة من القرآن والسنة حول اول المخلوقات، سواء كان القلم اول مخلوقات الله أو نور النبي صلى الله عليه وسلم، ستتعرف على الأدلة والتفاسير التي تشرح بداية الخليقة في الإسلام، مما سيمنحك فهماً شاملاً ومطمئناً لأصل الخلق، استعد لرحلة معرفية شيقة ستغير نظرتك للعالم من حولك.

ما هو اول مخلوقات الله تعالى

يعد السؤال عن اول شيء خلقه الله تعالى من الأسئلة التي تثير فضول المؤمنين لمعرفة بداية الخليقة، وقد اختلف العلماء في تحديده على عدة أقوال أبرزها أن القلم كان اول مخلوق، حيث كُتبت به مقادير كل شيء قبل خلق السماوات والأرض، وهذا الرأي يستند إلى أدلة من السنة النبوية التي توضح تسلسل الخلق وتؤكد حكمة الله تعالى في تدبير أمر الكون منذ بدايته.

أقوال العلماء في اول المخلوقات

1. ذهب جمهور العلماء إلى أن القلم هو اول شيء خلقه الله، مستدلين بالأحاديث النبوية التي تذكر أن الله خلق القلم أولاً وأمره بكتابة مقادير كل شيء.
2. يرى بعض العلماء أن العرش كان اول المخلوقات، وذلك بناءً على فهمهم لبعض الآيات القرآنية التي تذكر استواء الله على العرش قبل خلق السماوات والأرض.
3. ثمة رأي ثالث يرى أن الماء هو أصل الخلق، مستندين إلى النصوص التي تصف خلق العرش نفسه على الماء، مما يجعله سابقاً في الوجود.
4. كما ذهب فريق من أهل العلم إلى القول بأن نور النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان اول المخلوقات، انطلاقاً من مكانته وفضله في الكون.

الدليل من القرآن على اول الخلق

عند البحث عن اول شيء خلقه الله تعالى، نجد أن القرآن الكريم لم يذكر نصاً صريحاً يحدد اول مخلوقات الله تعالى باسمه، وهذا من حكمة الله عز وجل، حيث ترك التفصيل في هذا الأمر للسنّة النبوية، فالقرآن هو كتاب هداية وتشريع، يركز على تعليم الناس أصول الإيمان والعقيدة الصحيحة، وليس بالضرورة سرد التسلسل الزمني الدقيق للخلق، ومع ذلك، فإن القرآن يضع بين أيدينا إشارات عظيمة وكليات تؤكد قدرة الله المطلقة على الخلق من العدم، وتشير إلى بداية الخليقة.

يمكننا أن نستنبط من خلال التأمل في الآيات الكريمة أن الله تعالى هو خالق كل شيء، وأن خلقه يشمل عوالم لا نعلمها، فالقرآن يوجه أنظارنا إلى عظمة الخلق البديع، ويذكرنا بأن الله هو البداية وهو النهاية، ففي سورة الحديد، يصف الله نفسه بأنه “الاول والآخر والظاهر والباطن”، مما يؤكد أنه سبحانه موجود قبل كل مخلوق، وأنه هو من بدأ الخلق.

آيات تشير إلى بداية الخلق

لقد وردت في القرآن الكريم آيات عديدة تتحدث عن خلق السماوات والأرض، والتي تُعد من أوائل مراحل الخلق التي نعرفها في عالمنا المشاهد، ومن هذه الآيات ما يدل على أن السماوات والأرض كانتا في بداية خلقهما متصلتين، ثم فصلها الله بقدرته، مما يفتح الباب للتفكر في أن هناك مخلوقات سابقة عليهما.

خطوات لفهم دلالة القرآن على اول الخلق

1. التفكر في آيات الخلق: ابدأ بتدبر الآيات التي تتحدث عن خلق السماوات والأرض، مثل قوله تعالى: “أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا”، فهذا يدلك على مرحلة مبكرة من مراحل الخلق.
2. ربط العموم بالخصوص: افهم أن النصوص القرآنية العامة التي تؤكد أن الله خلق كل شيء، تحتاج إلى نصوص أخرى من السنة لتحديد اول المخلوقات بشكل خاص، مثل خلق القلم أو العرش.
3. استحضار عظمة الخالق: تذكر دائماً أن الهدف الأسمى من هذه الآيات هو تعميق الإيمان بالله والخضوع لقدرته المطلقة في إبداع اول شيء خلقه الله وتدبير الكون.

وبهذا، يتضح أن دور القرآن الكريم هو تأسيس الإيمان بعظمة الخالق وبداية خلقه للكون، بينما تأتي السنة النبوية لتفصل هذه الكليات وتذكر لنا اول المخلوقات التي وردت في الأحاديث الصحيحة، مثل القلم الذي كُتبت به مقادير كل شيء، فالجمع بين النصين – القرآن والسنة – هو الذي يعطينا الصورة الكاملة والمتوازنة عن بداية الخليقة في الإسلام.

الأحاديث النبوية عن بداية الخليقة

بعد أن استعرضنا أقوال العلماء والأدلة القرآنية، تأتي الأحاديث النبوية الشريفة لتقدم لنا تفاصيل أوضح وأكثر دقة حول بداية الخلق، وتسليط الضوء على التسلسل الزمني للأحداث العظيمة التي شكلت بداية الخليقة، فهذه الأحاديث تمثل التطبيق العملي والشرح الوافي للآيات القرآنية، مما يعمق فهمنا لهذه المسألة الغيبية المهمة.

لقد جاءت السنة النبوية لتبين لنا طبيعة اول شيء خلقه الله تعالى وكيفية بداية الخليقة في الإسلام، حيث روت لنا العديد من الأحاديث الصحيحة تفاصيل دقيقة عن خلق القلم وخلق العرش والماء، والتي تعتبر من أقدم المخلوقات، هذه الروايات تساعدنا في تكوين صورة متكاملة عن مراحل الخلق الأولى، وتوضح الحكمة الإلهية من وراء هذا التسلسل البديع.

خلق القلم في الحديث النبوي

من أبرز الأحاديث التي توضح بداية الخليقة ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في خلق القلم، حيث بين أن القلم كان من أوائل المخلوقات التي خلقها الله تعالى، وقد أوكل الله إليه مهمة عظيمة وهي كتابة مقادير كل شيء إلى يوم القيامة، مما يجعل خلق القلم حدثاً محورياً في قصة الخلق.

• القلم اول مخلوقات الله التي كُلفت بمهمة محددة
• كتابة المقادير تمت قبل خلق السماوات والأرض
• التسلسل الزمني للخلق يبدأ بالقلم ثم العرش
• الحكمة من تقديم خلق القلم على غيره من المخلوقات

التفاصيل النبوية عن أصل المخلوقات

لقد بينت الأحاديث النبوية أن الماء خلق بعد القلم والعرش، وأنه أصبح الأصل الذي خلق منه كل شيء حي، كما ورد في الحديث الذي يشير إلى أن كل المخلوقات خُلقت من الماء، هذا التفسير النبوي ينسجم تماماً مع الحقائق العلمية الحديثة حول أهمية الماء كأساس للحياة.

• الماء أصل الخلق كما بينته السنة النبوية
• العلاقة بين خلق العرش وخلق القلم في التسلسل الزمني
• بداية الخليقة في الإسلام وفق الرؤية النبوية
• الدور المحوري للماء في استمرار الحياة

وهكذا نجد أن الأحاديث النبوية قد أكملت الصورة التي بدأها القرآن الكريم، وقدمت لنا رؤية شاملة ومتكاملة حول بداية الخلق، مع التركيز على الحكمة من تقديم بعض المخلوقات على أخرى، وكيف أن هذا التسلسل البديع يدل على عظمة الخالق وحكمته في تدبير شؤون خلقه.

خلق القلم وأهميته في تقدير الأقدار

بعد أن خلق الله تعالى العرش، جاءت الخطوة التالية في تسلسل الخلق العظيم، وهي خلق القلم، الذي يُعد من أوائل المخلوقات على الإطلاق، وهذا القلم ليس كالأقلام التي نعرفها، بل هو مخلوق عظيم أمّره الله تعالى فانقاد لأمره، وكُتب به كل ما هو كائن في هذا الكون إلى يوم القيامة، ففي لحظة خلقه، سُطرت مقادير الخلائق بأسرها، من أرزاق وآجال وأعمال، فما من شيء صغير أو كبير إلا وقد كُتب في اللوح المحفوظ، وهنا تتجلى عظمة الخالق في تدبيره المحكم، حيث سبق علمه وكتبته كل تفاصيل الخليقة قبل أن يخلق السماوات والأرض.

تكمن أهمية خلق القلم في كونه الأداة التي سجلت علم الله الأزلي، مما يؤكد حكمته سبحانه وإحاطته بكل شيء، فما يعترض الإنسان في حياته من خير أو شر، وسعادة أو شدة، هو جزء من تقدير مسبق محكم، مما يزرع في قلب المؤمن الطمأنينة واليقين بأن أمره كله بيد الله، كما أن كتابة المقادير تعطي للحياة معنى وغاية، وتجعل الإنسان مسؤولاً عن اختياراته ضمن الإطار الذي قدّره الله له، مما يحثه على الأخذ بالأسباب والتفكر في حكمة الخالق من وراء الأقدار.

الفرق بين خلق العرش وخلق القلم

يعد فهم التسلسل الزمني للخلق من الموضوعات التي تحتاج إلى دقة، خاصة عند الحديث عن اول شيء خلقه الله، وغالباً ما يختلط على الكثيرين الترتيب بين خلق العرش العظيم وخلق القلم، وهما من أوائل المخلوقات على الإطلاق.

ما هو الفرق من حيث الترتيب الزمني بين خلق القلم وخلق العرش؟

بناءً على ما ورد في الأحاديث النبوية، فإن القلم هو اول المخلوقات على الإطلاق، فقد خلق الله القلم قبل خلق السماوات والأرض، وأمره بكتابة مقادير كل شيء إلى يوم القيامة، أما العرش، فهو أعظم المخلوقات حجماً ومكانة، وقد خلقه الله بعد خلق القلم مباشرة، لذا، فإن التسلسل الصحيح يبدأ بالقلم كاول مخلوق، ثم العرش كثاني مخلوق في الوجود.

ما هو الفرق في الوظيفة والمهمة بين العرش والقلم؟

يكمن الفرق الجوهري بينهما في المهمة التي خُلق كل منهما من أجلها، فالقلم اول مخلوقات الله، ومهمته هي كتابة المقادير، فهو أداة التسجيل الإلهية للأقدار منذ بداية الخليقة وحتى نهايتها، بينما العرش هو أعظم المخلوقات، وهو بمثابة كرسي الملك والحكم، حيث استوى عليه الرحمن، وهو يعبر عن عظمة الله وسلطانه المطلق على خلقه.

هل هناك علاقة بين خلق العرش وخلق القلم؟

نعم، هناك علاقة وثيقة تربط بينهما في خطة الخلق الإلهية، فخلق القلم أولاً كان تمهيداً لتدوين علم الله الأزلي، بينما كان خلق العرش بعد ذلك مباشرة إعلاناً عن بداية حكم الله المطلق وملكوته، فالقلم سجل الأقدار، والعرش أصبح مقر الحكم والسلطان، مما يجعل كلاً منهما يمثل ركيزة أساسية في بداية الخليقة وفي نظام الكون كله.

خلق الماء كأصل للمخلوقات

بعد الحديث عن اول المخلوقات المطلقة مثل العرش والقلم، تأتي مرحلة بالغة الأهمية في التسلسل الزمني للخلق، وهي خلق الماء الذي جعله الله تعالى أصلًا وأساسًا لكل المخلوقات الحية، فقد ذكر الله سبحانه في كتابه العزيز أنه خلق كل شيء حي من الماء، مما يرفع من مكانته ويؤكد على دوره المحوري في قصة بداية الخليقة.

أهم النصائح لفهم دور الماء في الخلق

1. تأمل في الآية الكريمة “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ” لتفهم كيف أن الماء هو سر الحياة واول شيء خلقه الله كمادة أصلية للكون.
2. ادرس الأحاديث التي تشير إلى أن العرش كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض، لترى الصورة المتكاملة لبداية الخليقة في الإسلام.
3. انظر إلى الماء في حياتك اليومية كرمز لعظمة الخالق وكرمه، فهو ليس مجرد شراب بل هو أصل وجودك.
4. اجعل هذا الفهم مصدرًا لشكر الله على نعمة الماء، فهي نعمة كونية قبل أن تكون نعمة شخصية.
5. تذكر دائمًا أن التسلسل الزمني للخلق يبدأ باول شيء خلقه الله وهو القلم، ثم العرش، ثم الماء كأصل للمخلوقات المادية.

وهذا الترتيب البديع يوضح حكمة الله تعالى في الخلق، حيث جعل الماء المنبع الاول للحياة بعد خلق العرش والقلم، مما يؤكد أن الكون كله مبني على نظام دقيق وتقدير حكيم، فالماء هو المادة الخام التي شكّل الله منها الحياة، وهو الأساس الذي ذكر في سياق خلق السماوات والأرض، ليكون دليلًا واضحًا على عظمة الخالق وبديع صنعه.

نور النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بداية الخلق

بينما تدور النقاشات حول طبيعة اول شيء خلقه الله، من العرش إلى القلم، تبرز رؤية روحية عميقة تؤكد على أن نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان من أوائل مظاهر الخلق، هذا المفهوم يستند إلى رؤية تستعرض مكانة النبي في الكون ليس من زمن بعثته فقط، بل من لحظة بداية الخليقة نفسها، فهو ليس مجرد رسول أُرسل لقومه، بل كان نوراً مقدساً سبق وجوده المادي خلق السماوات والأرض، مما يعكس المنزلة الرفيعة التي اختصه الله بها.

يفهم من هذا المنظور أن خلق هذا النور كان تمهيداً للوجود كله، فهو بمثابة الأصل الروحي الذي انبثقت منه كل الخيرات والهداية، فكما أن القلم اول مخلوقات الله كتب مقادير كل شيء، فإن نور النبي كان البذرة الأولى للرحمة التي عمت الكون، هذا التقدير في الخلق يوضح التسلسل الزمني للخلق ليس فقط بالماديات، بل وبالجواهر النورانية التي هي أساس الوجود المعنوي، وهنا تتجلى حكمة الله في تقدير الأقدار، حيث جعل من نور حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم علامة على بداية الخليقة ونوراً يهدي إلى صراط مستقيم.

مقارنة بين اول المخلوقات في المنظورين

الأسئلة الشائعة

نتلقى العديد من الأسئلة حول بداية الخليقة وترتيب المخلوقات، والتي تساعد في توضيح الصورة الكاملة لهذا الموضوع المهم، فيما يلي إجابات واضحة ومباشرة على أكثر الاستفسارات شيوعاً حول اول شيء خلقه الله تعالى، لنساعدك على فهم التسلسل الزمني للخلق بشكل أفضل.

ما هو اول شيء خلقه الله على الإطلاق؟

اول مخلوقات الله تعالى هو القلم، وذلك استناداً إلى الأحاديث النبوية التي أوضحت أن الله خلق القلم أولاً وأمره بكتابة مقادير كل شيء حتى قيام الساعة، هذا التقدير يشمل كل تفاصيل الخليقة من السماوات والأرض وما بينهما.

هل خلق العرش قبل القلم؟

هناك آراء متعددة للعلماء في هذه المسألة، الرأي الراجح أن القلم هو اول المخلوقات، بينما يرى بعض العلماء أن العرش قد سبق القلم في الخلق، وهذا الاختلاف لا يؤثر على أصل العقيدة، بل يدل على سعة علم الله وعظمة مخلوقاته.

ما دور الماء في بداية الخلق؟

الماء هو أصل الخلق والأساس الذي بنيت عليه المخلوقات المادية، حيث ذكر القرآن الكريم أن الله جعل من الماء كل شيء حي، وهو المادة الأساسية التي خلق منها السماوات والأرض، مما يوضح مكانته في التسلسل الزمني للخلق.

هل كان نور النبي محمد من أوائل المخلوقات؟

نعم، وفقاً لما ورد في بعض الأحاديث والآثار، فإن نور النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان من أوائل المخلوقات، وقد خُلق قبل آدم بآلاف السنين، وهذا يظهر المكانة الرفيعة لخاتم الأنبياء والمرسلين في تقدير الله تعالى.

كيف نوفق بين أقوال العلماء المختلفة في اول المخلوقات؟

يمكن التوفيق بين الأقوال المختلفة بفهم أن بعض المخلوقات قد تكون متزامنة في الخلق أو متقاربة زمنياً، والمهم أن نؤمن بأن الله هو الخالق لكل شيء، وأن معرفة التفاصيل الدقيقة للترتيب لا تمس أصول العقيدة الإسلامية.

وفي النهاية، فإن التأمل في حكمة الله تعالى من خلال معرفة اول شيء خلقه الله، وهو القلم كما ورد في الحديث، يفتح أمامنا نافذة على عظمة الخلق ودقة التسلسل الزمني للخلق، هذا الفهم يزيد إيماننا ويذكرنا بأن كل شيء في هذا الكون بمقدار، فليكن هذا دافعاً لنا لنتفكر أكثر في بداية الخليقة في الإسلام ونستزيد من العلم النافع.

المصادر

1. المكتبة العلمية – موقع الشيخ ابن باز
2. شبكة الألوكة الثقافية