الشخصية شبه الفصامية – الأسباب والأعراض والعلاج

الشخصية-شبه-الفصامية

تعد اضطرابات الشخصية من الأمراض النفسية المعقدة التي تؤثر على الطريقة التي يفكر ويشعر بها الفرد عن نفسه والآخرين، واحدة من هذه الاضطرابات هي “اضطراب الشخصية شبه الفصامية”، الذي يعد تحديًا حقيقيًا للأفراد الذين يعانون منه وللمهنيين في مجال الصحة النفسية.

 

خلال هذه المقالة، سنستكشف أعراض وأسباب اضطراب الشخصية شبه الفصامية، وسنسلط الضوء على العلاجات المتاحة وكيفية تعامل الأفراد المصابين بهذا الاضطراب مع تحدياتهم اليومية.

 

ما هو الفصام؟

الفصام هو اضطراب عقلي مزمن يتسم بتغيرات في التفكير والشعور والسلوك، ويعتبر الفصام اضطرابًا نفسيًا خطيرًا يؤثر على طريقة التفكير والإدراك والتصرفات اليومية للشخص المصاب به، ويتسم المرضى في هذا الاضطراب بعوارض مثل الهلوسات (رؤية أو سماع أشياء غير موجودة) والوهم (اعتقادات غير حقيقية) واضطراب في التفكير والتحكم السليم في العواطف والسلوك.

 

ما الفرق بين الفصام و الذهان؟

الفرق بين الفصام والذهان يكمن في أن الفصام يعتبر تصنيفًا أوسع يشمل مجموعة متنوعة من الأعراض والاضطرابات العقلية، بينما يشير الذهان إلى فقدان الاتصال بالواقع أو الاعتقادات الغير واقعية بشكل عام، ويمكن أن يكون الذهان حالة مؤقتة تصاحب بعض الاضطرابات العقلية، بينما يُعتبر الفصام اضطرابًا نفسيًا مزمنًا ومستمرًا.

 

ما المقصود باضطراب الشخصية الفصامانية؟

أما بالنسبة للمقصود بـ “اضطراب الشخصية الفصامانية”، فهذا الاصطلاح غير شائع وقد يكون هناك سوء تفاهم في الاستخدام، ومع ذلك، يمكن تفسيره بأنه يشير إلى شخص يعاني من مزيج من أعراض اضطراب الشخصية والفصام، ويكون لدى هؤلاء الأشخاص سمات اضطراب الشخصية مثل الانعزالية والشك والتوتر الاجتماعي، بالإضافة إلى الأعراض الفصامية مثل الهلوسات والوهم، ويُراد في الطب النفسي مصطلح (الفصامية) بشكل أكبر.

 

اضطراب الشخصية الفصامانية

 

اقرأ أيضاً عن: الشخصية النرجسية

 

من هو الشخص شبه الفصامي؟

الشخص شبه الفصامي هو شخص يظهر بعضًا من الأعراض المماثلة للفصام ولكنها أقل حدة وتأثيرًا، ويمكن أن يكون لدى هذا الشخص هلوسات أو وهم طفيفة، أو تغيرات في التفكير الغير طبيعية، لكنها لا تتسبب في تشويش كبير في حياته اليومية، كما يكون لدى هذا الشخص أيضًا سمات شخصية غير عادية وعادة ما يحتاج إلى دعم ورعاية نفسية للتعامل مع هذه الأعراض والتأثيرات المحتملة على حياته.

 

أسباب اضطراب الشخصية شبه الفصامية

لا يوجد سبب واحد محدد لاضطراب الشخصية شبه الفصامية، ومع ذلك، هناك عوامل متعددة يُعتقد أنها تسهم في ظهور هذا الاضطراب، وتشمل بعض العوامل التي تؤثر على احتمالية ظهور اضطراب الشخصية شبه الفصامية ما يلي:

 

1- الوراثة

يرد الطب النفسي هذا الاضطراب إلى عامل وراثي يشترك في زيادة احتمالية ظهوره، فقد يكون هناك توارث للعوارض المرتبطة بالفصام أو الاضطرابات النفسية الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض شبه الفصام.

 

2- عوامل بيئية

تعتبر بعض العوامل البيئية مساهمة بشكل كبير في ظهور اضطراب الشخصية شبه الفصامية، فعلى سبيل المثال، التعرض للتوتر المبكر في الحياة مثل الإهمال أو الإساءة الجسدية أو العاطفية يمكن أن يزيد من احتمالية ظهور الأعراض المشابهة للفصام.

 

3- التغيرات الكيميائية في الدماغ

هناك اعتقاد بأن التغيرات الكيميائية في الدماغ، مثل اختلال في مستويات النيوروترانسميترات (المواد الكيميائية التي تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية)، قد تلعب دورًا في ظهور اضطراب الشخصية شبه الفصامية.

 

4- التأثيرات العقلية والاجتماعية

قد تكون التجارب العقلية والاجتماعية السلبية، مثل العزلة الاجتماعية أو التوتر الشديد أو الصدمات العاطفية، عوامل تزيد من احتمالية ظهور أعراض شبه الفصام.

 

اضطراب الشخصية شبه الفصامية

 

اعرف أكثر حول: اضطراب الشخصية القهرية

 

أعراض اضطراب الشخصية شبه الفصامية

أعراض اضطراب الشخصية شبه الفصامية تتنوع وتختلف من شخص لآخر، ومع ذلك، هناك بعض الأعراض الشائعة التي قد تظهر عند الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، وتشمل بعض هذه الأعراض:

 

  • هلوسات طفيفة: قد يعاني الشخص من هلوسات بسيطة وغير شائعة، مثل سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة أو شعوره بأنه يتم مراقبته.
  • وهم طفيف: يمكن للشخص أن يعاني من اعتقادات غير حقيقية أو تصورات خاطئة تتعلق بالواقع، مثل الاعتقاد بأنه مطارد أو بأنه يتعرض لتجسس.
  • تغيرات في التفكير: يظهر لدى الشخص تغيرات في نمط التفكير أو العقائد، مثل الشك الزائد أو الاعتقاد بوجود تآمرات ضده.
  • انعزالية اجتماعية: يميل الشخص إلى الانعزال عن الآخرين وتجنب الأنشطة الاجتماعية، وذلك بسبب الشعور بالتوتر أو القلق الاجتماعي.
  • تشتت الانتباه وضعف التركيز: يجد صعوبة في التركيز والانتباه لفترات طويلة، وقد ينتابه التشتت العقلي بسهولة.
  • تأثيرات على المشاعر: يعاني من تقلبات مزاجية وتغيرات في العواطف، مثل القلق والاكتئاب والاستياء.

 

اطلع على: اضطراب الشخصية السيكوباتية

 

اضطراب الشخصية شبه الفصامية والفصام

اضطراب الشخصية شبه الفصامية والفصام هما اضطرابان نفسيان يشتركان في بعض الأعراض ولكنهما يختلفان في العديد من الجوانب أيضًا، وهذه شرح موجز لكل منهما:

 

أولاً: اضطراب الشخصية شبه الفصامية (Schizotypal Personality Disorder)

  • يعد اضطراب الشخصية شبه الفصامية جزءًا من مجموعة اضطرابات الشخصية.
  • يتميز الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بأنهم يظهرون سلوكًا واضطرابات في العقل يمكن تصنيفها كمميزات شبه فصامية، مثل الانعزال الاجتماعي، والسلوك العجيب أو الغريب، والتفكير الغير عادي.
  • الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قد يكونون غير قادرين على تكوين علاقات اجتماعية طبيعية، وقد يظهرون تفكيرًا غير متناسق أو فرضيات غير واقعية.
  • لا يعاني معظم الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب من هلاوس أو انغماس في الوهم بنفس الطريقة التي يفعل فيها الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الفصام.

 

ثانياً: اضطراب الفصام (Schizophrenia)

  • يعد اضطرابًا نفسيًا شديدًا يتميز بالاضطرابات الشديدة في التفكير والعاطفة والسلوك.
  • من أعراض اضطراب الفصام يمكن أن تشمل الهلاوس (مثل سماع الأصوات التي لا وجود لها)، والانغماس في الوهم (مثل الاعتقاد بأن الأفراد يتحدثون عنهم أو يتآمرون عليهم)، واضطرابات في التفكير والتكلم.
  • يعاني الأشخاص المصابون بالفصام أحيانًا من انخفاض في القدرة على الوظائف اليومية الأساسية، مثل العناية الذاتية والعمل والعلاقات الاجتماعية.
  • يتطلب علاج الفصام عادةً مزيجًا من الأدوية النفسية والدعم العاطفي والعلاج النفسي.

 

اضطراب الشخصية شبه الفصامية والفصام

 

يمكنك أيضاً الاطلاع على: سر الشخصية الإنطوائية

 

علاج اضطراب الشخصية شبه الفصامية

علاج اضطراب الشخصية شبه الفصامية يشمل نهجًا متعدد الأوجه يتضمن العلاج الدوائي والعلاج النفسي، كما يجب أن يقوم المتخصص في الصحة النفسية بتقييم الحالة بشكل فردي لتحديد العلاج المناسب وفقًا لاحتياجات الشخص، وتشمل الطرق العلاجية التي يستخدمها المتخصصون:

 

1- العلاج الدوائي: من خلال استخدام الأدوية العلاجية للتحكم في الأعراض المرتبطة بالاضطراب، ويتم وصف مضادات الذهان النمطية (مثل الأنتيبسيكوتيك) والمضادات الاكتئابية أو المثبطات الاستقلابية للعصبونات (مثل الموود ستابيلايزرز) للتخفيف من الأعراض.

 

2- العلاج النفسي: يتم استخدام العلاج النفسي للمساعدة في التعامل مع الأعراض وتحسين الوظائف اليومية، ويشمل ذلك، العلاج النفسي الفرادي والعائلي والمجموعات الداعمة والتدريب على المهارات الاجتماعية.

 

3- الدعم الاجتماعي: يعتبر الدعم الاجتماعي مهمًا في تحسين جودة حياة الشخص المصاب بالاضطراب، ويكون ذلك الدعم من الأصدقاء والعائلة، والمشاركة في مجموعات الدعم والانضمام إلى منظمات المساعدة.

 

4- التدريب على المهارات: قد يستفيد الأفراد المصابون بالاضطراب من التدريب على مهارات محددة، مثل التعامل مع الضغوط والقلق وتحسين المهارات الاجتماعية والتواصل.

 

في الختام، يعد اضطراب الشخصية شبه الفصامية تحديًا حقيقيًا للأشخاص الذين يعانون منه وللمجتمع بشكل عام، ويتطلب هذا الاضطراب فهم عميق وتوعية لتقديم الدعم والعلاج المناسبين للأفراد المتأثرين، وإذا كنت أو أحد أقاربك يعاني من اضطراب الشخصية شبه الفصامية، فلا تتردد في طلب المساعدة من مهنيي الصحة النفسية المؤهلين، فالعلاج الدوائي والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي عوامل حاسمة في تحسين الجودة المعيشية وإدارة الأعراض.

 

تستطيع كذلك القراءة حول: أنواع الشخصيات

 

لمزيد من المعلومات حول الشخصية شبه الفصامية ومجموعة واسعة من المواضيع الأخرى في مجالات مختلفة، يمكنك زيارة موقعنا الموسوعة، حيث ستجد مئات المقالات المفيدة والشاملة التي تغطي مجموعة متنوعة من المواضيع.

 

المصادر والمراجع

whomentalhealthclevelandclinic

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى