الدعاء بين السجدتين وصيغته الصحيحة في الصلاة

هل تعلم أن تلك اللحظات القصيرة بين السجدتين في صلاتك هي كنز ثميل غالباً ما نغفله؟ يمر الكثير منا على الدعاء بين السجدتين بسرعة أو ينسى صيغته الصحيحة، مما يفوت فرصة عظيمة لمناجاة الله من أقرب المواضع، هذا الجزء من الصلاة ليس مجرد انتقال بين حركتين، بل هو محطة روحية فريدة تزيد من خشوعك وتقربك من ربك.
خلال هذا المقال، ستكتشف الصيغ الصحيحة للدعاء بين السجدتين كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسنوضح حكم هذا الدعاء وما يقال بين السجدتين بالتفصيل، ستتعلم كيف تحول هذه اللحظات إلى مناجاة خالصة تملأ صلاتك بالطمأنينة والروحانية، مما يجعل علاقتك بربك أكثر عمقاً وقرباً.
جدول المحتويات
ما هو الدعاء بين السجدتين؟

الدعاء بين السجدتين هو الذكر والدعاء الذي يردده المصلي في الفترة الزمنية القصيرة التي تفصل بين السجدة الأولى والسجدة الثانية في كل ركعة من الصلاة، وهو لحظة روحية فريدة يكون فيها العبد بين الخضوع لله تعالى في السجود والانكسار بين يديه، مما يجعله وقتاً مُلائماً لاستشعار القرب من الله وطلب عفوه ومغفرته، توجد صيغ محددة وردت عن النبي محمد ﷺ لقولها في هذا الموضع، وهو سنة مؤكدة من سنن الصلاة.
💡 اعرف تفاصيل أكثر عن: ماهو الدين الاسلامي وأركانه الأساسية
حكم الدعاء بين السجدتين في الصلاة
- يُعتبر الدعاء بين السجدتين من السنن المؤكدة التي كان يواظب عليها النبي محمد ﷺ في صلاته، مما يجعلها من الأمور المستحبة بشدة.
- ترك هذا الدعاء لا يبطل الصلاة، لكن المصلي يفوت على نفسه أجراً عظيماً وفرصة ثمينة للتقرب إلى الله في هذا الموضع الكريم.
- يستحب للمصلي أن يكثر من الدعاء بين السجدتين بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، مع الحرص على تعلم الصيغ الواردة عن النبي ﷺ.
- من نسي الدعاء بين السجدتين وأتى بالتسبيح المعتاد، فصلاته صحيحة ولا إثم عليه، لكن الأفضل له أن يحافظ على هذه السنة.
💡 اعرف المزيد حول: اسماء الكتب السماوية وترتيب نزولها
صيغة الدعاء بين السجدتين عن النبي ﷺ
بعد الرفع من السجود الأول والجلوس بين السجدتين، حثنا النبي ﷺ على اغتنام هذه اللحظة الروحية بالدعاء، وقد وردت عن الرسول ﷺ عدة صيغ للدعاء في هذا الموضع، مما يمنح المصلي مرونة وثروة من العبارات التي يمكنه استخدامها، إن معرفة صيغة الدعاء بين السجدتين كما وردت عن النبي ﷺ تمنح الصلاة روحها الكاملة وتعمق الشعور بالمناجاة والاتصال بالله.
هذه الصيغ المأثورة هي خير ما يمكن للمصلي أن يقوله، فهي مختارة من قبل سيد الخلق، وتغطي معاني المغفرة والرحمة والستر والعافية، تذكر هذه الأدعية المصلي بحاجته المطلقة لربه، وتزرع في قلبه التواضع والافتقار، خاصة في هذا الموضع الذي يكون فيه قريباً من ربه.
الصيغ الواردة في الدعاء بين السجدتين
لقد تعددت الصيغ التي كان النبي ﷺ يدعو بها بين السجدتين، ومن أبرزها:
- قول: “رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي”.
- الدعاء بـ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي”.
- قول: “رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَارْفَعْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي”.
كيفية تطبيق الدعاء بين السجدتين
للاستفادة الكاملة من هذا الموطن العظيم، يمكن اتباع هذه الخطوات العملية:
- الجلوس بين السجدتين بهدوء واستقرار، مفترشاً الرجل اليسرى وناصباً اليمنى.
- توجيه البصر إلى موضع السجود كعلامة على الخشوع.
- اختيار إحدى الصيغ النبوية للدعاء بين السجدتين والتركيز على معانيها.
- ترديد الدعاء بخشوع وإيمان، مع استحضار حاجتك لله وحده.
- عدم الاستعجال، وإعطاء هذا الموضع حقه من الوقت والتدبر.
يجوز للمصلي أن يكرر إحدى هذه الأدعية، أو يجمع بينها، أو يستخدم إحداها في ركعة والأخرى في الركعة التالية، الأهم هو استحضار القلب والانكسار بين يدي الله عز وجل، إن هذا الدعاء بين السجدتين هو فرصة ثمينة لملاطفة الله وسؤاله من خزائن رحمته التي لا تنفد.
💡 تصفح المعلومات حول: فوائد طلب العلم وأثره في حياة المسلم
الأهمية الروحية للدعاء بين السجدتين
يمثل الدعاء بين السجدتين لحظة روحانية فريدة في الصلاة، حيث يكون العبد في أقرب حالات الخشوع والتضرع إلى الله تعالى، هذه اللحظة ليست مجرد استراحة بين سجدتين، بل هي محطة إيمانية يتنفس فيها المصلي روح العبودية ويجدِّد فيها صلته بربه، فبعد أن كان منحنياً في السجود معترفاً بعظمة الخالق، يرفع رأسه ليدعو ربه في حالة من الرقة والانكسار، مما يضفي على الصلاة عمقاً روحياً كبيراً.
تكمن الأهمية الروحية للدعاء بين السجدتين في كونه يجسد معنى التواضع والافتقار إلى الله، فالمصلي ينتقل من حالة السجود، وهي أقصى درجات الخضوع، إلى حالة الجلوس وهو لا يزال في مقام العبودية، ليدعو بما يحتاجه من رحمة ومغفرة، هذا الانتقال الرمزي يعزز في نفس المصلي الشعور بالتوازن بين الخوف والرجاء، مما يثمر خشوعاً حقيقياً وطمأنينة قلبية.
فوائد روحية رئيسية للدعاء بين السجدتين
- تعميق الشعور بالعبودية: حيث يجمع المصلي بين الخضوع الجسدي في الهيئة والانكسار القلبي في الدعاء.
- تقوية الصلة بالله: هذه اللحظة الحميمة تزيد من الإحساس بقرب الله واستجابة الدعاء.
- تجديد النية والتركيز: تساعد على استعادة الخشوع واستحضار القلب خلال الصلاة.
- تحقيق التوازن الروحي: بين الخوف من الله في السجود ورجاء رحمته في الدعاء.
- تطهير القلب: الدعاء بالمغفرة والرحمة في هذا الموطن يزيل أثر الغفلة وينقي النفس.
كيف يحقق الدعاء بين السجدتين السلام الداخلي؟
عندما يؤدي المصلي هذه السنة بخشوع، يشعر بارتياح نفسي عميق وطمأنينة تجتاح قلبه، فهي لحظة يصفي فيها نفسه مع ربه، بعيداً عن مشاغل الدنيا، فيجد راحة لا يعادلها شيء، كما أن المداومة على صيغة الدعاء بين السجدتين التي وردت عن النبي ﷺ تعزز الإحساس بالأمن الروحي، لكونها تجمع بين طلب المغفرة والرحمة والعافية والرزق.
وبالتالي، فإن الالتزام بالدعاء بين السجدتين بخشوع وإيمان لا يقتصر على أداء حركة في الصلاة، بل هو غذاء للروح يعيد شحن القلب بالإيمان، ويجعل الصلاة محطة للتزود الروحي الذي ينعكس إيجاباً على حياة المصلي كلها.
💡 اكتشف المزيد حول: علامات العين والحسد وكيفية الوقاية منها
المميزات الإيمانية للدعاء بين السجدتين

يمثل الدعاء بين السجدتين لحظة فريدة في الصلاة، حيث يكون العبد في حالة من الخضوع التام والافتقار إلى الله تعالى، هذه الهيئة الخاصة، وهي الجلوس بين السجدتين، ترمز إلى التواضع والاستسلام بين مقامي العظمة والسجود، مما يجعل القلب أكثر تلاقياً واستعداداً لاستقبال الرحمة الإلهية، إن الدعاء بين السجدتين ليس مجرد ذكر عابر، بل هو فرصة ثمينة لتجديد النية وتعميق الصلة بالخالق في وقت تكون فيه النفس في ذروة التأثر والخشوع، إنه بمثابة استراحة روحية يتنفس فيها المصلي من فيض الرحمة، ويستمد منها قوة جديدة لمواصلة مناجاته لرب العالمين.
ومن أبرز المميزات الإيمانية لهذا الدعاء أنه يعزز حالة الخشوع ويجعل الصلاة أكثر حيوية وتركيزاً، عندما يلتزم المصلي بصيغة الدعاء بين السجدتين كما وردت عن النبي ﷺ، فإنه يشعر بأنه يؤدي العبادة بكمالها ووفق هديها الصحيح، هذا الالتزام يغرس في النفس الطمأنينة واليقين بأن الله سيستجيب لهذا الدعاء في مقام القرب هذا، كما أن تنوع الأدعية المشروعة في هذا الموضع، مثل الدعاء للوالدين أو طلب المغفرة والرحمة، يوسع من دائرة العطاء الإيماني ويجعل اللحظة أكثر شمولاً وعمقاً، مما يثمر شعوراً بالرضا والاقتراب من الله عز وجل.
💡 قم بزيادة معرفتك بـ: ماهو الفرق بين النبي والرسول
الفرق بين الدعاء بين السجدتين والدعاء في السجود
قد يختلط الأمر على بعض المصلين بين موضعي الدعاء العظيمين في الصلاة؛ الدعاء بين السجدتين والدعاء أثناء السجود، وعلى الرغم من أن كليهما يمثلان مناجاة بين العبد وربه، إلا أن هناك فروقاً مهمة في الحكم والمضمون ينبغي لكل مصلٍ أن يدركها.
ما الفرق في الحكم بين الدعاء بين السجدتين والدعاء في السجود؟
يختلف حكم الدعاء في كل من الموضعين بشكل أساسي، فالدعاء بين السجدتين هو سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يداوم على قول دعاء محدد في هذا الموضع، أما الدعاء في السجود فهو موطن للإجابة حيث يُستحب للإنسان أن يكثر من الدعاء فيه بما يشاء من أمور الدنيا والآخرة، ويكون ذلك بسؤال الله تعالى من خيري الدنيا والآخرة.
هل يختلف مضمون الدعاء في كل من الموضعين؟
نعم، هناك اختلاف واضح في مضمون الدعاء بين الموضعين، فالدعاء بين السجدتين له صيغة محددة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أشهرها: “رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني”، بينما الدعاء في السجود يكون مفتوحاً حيث يجوز للمصلي أن يدعو فيه بما يشاء من الخير، ويمكن أن يتضمن الدعاء للوالدين والأهل والمسلمين، والطلب من الله تعالى قضاء الحاجات.
أيهما أفضل للدعاء بأمور خاصة؟
يعتبر السجود هو الموضع الأفضل للدعاء بالحاجات الشخصية والأمور الخاصة، لأنه من مواطن إجابة الدعاء كما ورد في السنة النبوية، أما الدعاء بين السجدتين فيكون بالصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم مع جواز الزيادة عليها، لكن يظل التركيز على المضامين الواردة في السنة من طلب المغفرة والرحمة والهداية والرزق.
💡 تصفح المزيد عن: فوائد ماء زمزم وفضله كما ورد في السنة
أخطاء شائعة في الدعاء بين السجدتين
على الرغم من أن الدعاء بين السجدتين من السنن النبوية المؤكدة، إلا أن العديد من المصلين يقعون في أخطاء أثناء تأديته قد تؤثر على كمال الصلاة وروحانيتها، ومعرفة هذه الأخطاء تساعد في تصحيح الأداء والوصول إلى الخشوع المطلوب.
أهم النصائح لتجنب الأخطاء الشائعة
- الاستعجال وعدم الطمأنينة: من أكبر الأخطاء هي العجلة في الجلوس بين السجدتين وعدم إعطاء هذا الموضع حقه من الطمأنينة والاستقرار، مما يحول دون تدبر معنى الدعاء بين السجدتين والتضرع إلى الله بخشوع.
- الزيادة في الدعاء عن المشروع: يظن بعض المصلين أن الإطالة في الدعاء بغير ما ورد عن النبي ﷺ هي الأفضل، لكن الأفضل الالتزام بالصيغة الثابتة في السنة مع جواز الدعاء لغيره بما يتناسب مع حاجة المسلم.
- التركيز على الدعاء للنفس فقط: يجوز للمصلي أن يدعو بين السجدتين لنفسه ولوالديه وللمسلمين، فمن الخطأ حصر الدعاء في الأمور الشخصية فقط وترك الدعاء للوالدين والأهل والمجتمع الإسلامي.
- رفع الصوت بالدعاء: الدعاء في الصلاة يكون سراً بين العبد وربه، ورفع الصوت فيه من الأمور المكروهة التي تنافي الخشوع وقد تزعج المصلين الآخرين.
- النسيان وعدم المواظبة: ينسى بعض المصلين المواظبة على هذا الدعاء أو يتركونه أحياناً، مع أنه سنة مؤكدة يحسن الالتزام بها لتحصيل الأجر والاقتداء الكامل بالنبي ﷺ.
بتجنب هذه الأخطاء والحرص على أداء الدعاء بين السجدتين بالصورة الصحيحة، يضمن المصلي أنه يؤدي هذه السنة على الوجه المطلوب، مما يعزز اتصاله بربه ويزيد من خشوعه في الصلاة.
💡 استعرض المزيد حول: معلومات عن النبي محمد وسيرته العطرة
أفضل أوقات الدعاء بين السجدتين
إن وقت الدعاء بين السجدتين هو لحظة فريدة ومحددة في الصلاة، حيث يكون العبد في حالة من الخشوع والذل بين يدي ربه، وأفضل الأوقات لهذا الدعاء يبدأ من اللحظة التي تلي الرفع من السجود الأول واستقرار الجلوس بين السجدتين، وحتى لحظة الاستعداد للسجود الثاني، هذه الفترة القصيرة هي بمثابة نافذة روحية مفتوحة بين العبد وربه، حيث يتنفس المصلي فيها دعاءه وهو في موضع قرب ومناجاة.
وقد وردت صيغ محددة عن النبي محمد ﷺ لـ الدعاء بين السجدتين، وأفضل ما يمكن للمصلي أن يفعله هو أن يلتزم بهذه الصيغ النبوية الثابتة، مثل قول: “رب اغفر لي، رب اغفر لي”، كما يجوز له أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة لنفسه أو لوالديه أو للمسلمين، مما يجعل هذا الموضع من الصلاة فرصة ثمينة لتحقيق الدعاء بين السجدتين الصحيح الذي يجمع بين الاتباع للنبي ﷺ والإخلاص في المناجاة.
مقارنة بين وقت الدعاء بين السجدتين وأوقات الدعاء الأخرى في الصلاة
| موضع الدعاء في الصلاة | الوقت المحدد | مميزات الدعاء |
|---|---|---|
| الدعاء بين السجدتين | بعد الرفع من السجود الأول وقبل السجود الثاني | العبد في حالة ذل وخضوع بين يدي الله، وهو من مواطن إجابة الدعاء |
| الدعاء في السجود | خلال فترة السجود | أقرب ما يكون العبد من ربه، لذا يحرص على الدعاء بما هو أهم |
| دعاء القنوت في الوتر | بعد الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة | دعاء جماعي في صلاة محددة، وله صيغ مأثورة |
| الدعاء بعد التشهد الأخير | قبل التسليم من الصلاة | فرصة للدعاء بأهم الحاجات قبل انتهاء الصلاة |
من الجدير بالذكر أن الاستفادة القصوى من وقت الدعاء بين السجدتين تتطلب حضور القلب والتركيز التام على المناجاة، مع التدبر في معاني ما يقال، كما أن المداومة على الصيغ النبوية مع إضافة الأدعية الشخصية يجعل هذه اللحظات أكثر تأثيراً وبركة، حيث تتحول من مجرد حركة صامتة إلى حوار حي بين العبد وربه.
💡 اعرف المزيد حول: أين تقع سفينة نوح بعد الطوفان العظيم
هل الدعاء بين السجدتين سنة أم واجب؟

يبحث الكثير من المصلين عن حكم الدعاء بين السجدتين، وهل هو أمر إلزامي أم مستحب؟ لفهم هذه المسألة بشكل واضح، من المهم التفريق بين أصل الجلوس بين السجدتين وبين ذكر أو دعاء معين يُقال في هذا الموضع، فالجلسة بين السجدتين هي ركن من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة بدونها، وهذا محل إجماع بين العلماء.
أما بالنسبة للدعاء بين السجدتين نفسه، فإن جمهور الفقهاء على أنه سنة مؤكدة من سنن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وليس واجباً أو فرضاً، وهذا يعني أن الصلاة صحيحة إذا نسي المصلي هذا الدعاء أو تركه، لكنه يكون قد فوت على نفسه خيراً عظيماً وثواباً كبيراً، المواظبة على هذا الذكر هي اتباع كامل لهدي النبي وتتميم لخشوع الصلاة.
دليل أن الدعاء بين السجدتين سنة وليس واجباً
الأدلة على سنيته واضحة، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يداوم عليه، ولكنه لم يأمر بوجوبه، كما أن ترك المصلي لهذا الدعاء عمداً لا يبطل صلاته، مما يؤكد أنه ليس ركناً ولا واجباً، بل هو من الأمور المستحبة التي تكمل الصلاة وترفع درجاتها.
ماذا يترتب على من نسي الدعاء بين السجدتين؟
إذا نسي المصلي الدعاء بين السجدتين أو تركه جهلاً منه بالحكم، فإن صلاته صحيحة ولا شيء عليه، لا يجب عليه سجود السهو في هذه الحالة، لأن الذكر سنة وليس واجباً، ومع ذلك، يستحب للمسلم أن يحافظ على هذه السنة النبوية ليكتمل أجر صلاته ويحصل على الثواب المرتب بها.
خطوات عملية للتفريق بين السنة والواجب في الصلاة
- الواجب (الفرض): ما يبطل الصلاة بتركه عمداً، مثل الركوع أو السجود.
- السنة المؤكدة: ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، ولكن تركها يفوّت أجراً عظيماً، مثل الدعاء بين السجدتين.
- النتيجة: ترك الدعاء بين السجدتين لا يبطل الصلاة، مما يجعله سنة وليس واجباً.
في الختام، فإن فهم أن الدعاء بين السجدتين سنة وليس واجباً يريح نفس المصلي، خاصة المبتدئ، فهو يشجع على المحافظة على هذه السنة دون خوف من بطلان الصلاة عند النسيان، مع السعي الدائم لتحقيق الكمال في العبادة والاقتداء الكامل بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل حركة وسكنة.
💡 اعرف المزيد حول: أبو جهل عم الرسول وعداوته للإسلام
نصائح للخشوع أثناء الدعاء بين السجدتين
الخشوع هو روح العبادة ولبها، وهو الحالة التي يصل فيها العبد إلى أقصى درجات التواصل مع ربه، وعند ممارسة الدعاء بين السجدتين، يصبح تحقيق الخشوع أمراً بالغ الأهمية لاستشعار عظمة الموقف واستحضار القلب بين يدي الله عز وجل، فهو ليس مجرد كلمات تقال، بل هو مناجاة من القلب تزيد من قرب العبد من خالقه وتثمر طمأنينة في النفس.
لتحقيق الخشوع الكامل أثناء هذا الدعاء المبارك، يمكن اتباع مجموعة من النصائح العملية التي تساعد في تركيز الذهن وصفاء القلب، مما يجعل هذه اللحظة أكثر تأثيراً وبركة في حياة المصلي.
نصائح عملية لتعميق الخشوع
- الفهم والتدبر: قبل البدء في الصلاة، حاول فهم معنى صيغة الدعاء بين السجدتين التي ترددها، عندما تدرك أنك تطلب المغفرة والرحمة من الله، سيسهل عليك استحضار المشاعر والإخلاص في المناجاة.
- التركيز على التلاوة البطيئة: لا تتعجل في نطق الدعاء، أنزله من قلبك إلى لسانك ببطء وتركيز، كأنك تتحدث إلى الله مباشرة وتنتظر رحمته وإجابته.
- عزل النفس عن المشتتات: اختر مكاناً هادئاً للصلاة بعيداً عن الضوضاء، حاول أن تتناسى كل هموم الدنيا بمجرد تكبيرة الإحرام، واجعل كل تركيزك في اللحظة الراهنة بين السجدتين.
- تخيل عظمة الموقف: استشعر أنك في مقام العبد الفقير إلى ربه، مستغنياً عن كل شيء سواه، هذا الاستشعار يذكي مشاعر الخشوع والتضرع أثناء الدعاء بين السجدتين في الصلاة.
- التنويع في الدعاء: بالإضافة إلى الأدعية الواردة، يمكنك أن تخلص لله بنفسك وتدعوه بما تشاء بلغتك وبما يجول في خاطرك، هذا التنويع يساعد على استمرارية حضور القلب ويمنع الروتين.
- الاستعداد القبلي: لا تأتِ إلى الصلاة وأنت مشغول البال، خذ بضع دقائق قبل الإقامة للاسترخاء وتهيئة النفس للقاء الله، مما يسهل عليك تحقيق الخشوع عند الوصول إلى موضع الدعاء بين السجدتين.
بتطبيق هذه النصائح، ستتحول لحظة الدعاء بين السجدتين من مجرد حركة وهمسة إلى محطة إيمانية تشحن روحك وتقوي صلتك بالله تعالى، تذكر أن الخشوع مهارة تحتاج إلى الممارسة والصبر، فاستمر في المحاولة واطلب من الله أن يرزقك إياه.
💡 اكتشف المزيد حول: افضل الصدقة سقيا الماء وأجرها العظيم
أسئله شائعه
نتلقى العديد من الأسئلة حول تفاصيل الدعاء بين السجدتين وممارساته العملية، مما يدل على حرص المسلمين على أداء الصلاة بكمالها وخشوعها، وفي هذه الفقرة، نجيب على بعض أكثر هذه الأسئلة تداولاً لتوضيح الصورة ومساعدة المصلين على أداء هذه السنة العظيمة بالشكل الصحيح.
ما هو أفضل دعاء بين السجدتين؟
أفضل ما يقال بين السجدتين هو ما ورد عن النبي محمد ﷺ، مثل: “رب اغفر لي، رب اغفر لي”، ويعتبر هذا الدعاء من أبرز صيغ الدعاء بين السجدتين الصحيح التي ينبغي للمسلم المحافظة عليها، لما فيه من تواضع وافتقار إلى الله تعالى طالباً المغفرة والرحمة.
هل يجوز الدعاء بين السجدتين للوالدين؟
نعم، يجوز للمصلي أن يدعو بين السجدتين للوالدين وغيرهما من المسلمين، وذلك بعد أن يأتي بالدعاء المشروع “رب اغفر لي”، فيمكن أن يقول: “اللهم اغفر لي ولوالديَّ وارحمهما”، مما يجمع بين أداء السنة والإحسان إلى الوالدين بالدعاء لهما.
ماذا لو نسيت الدعاء بين السجدتين؟
إذا نسي المصلي الدعاء بين السجدتين وانتقل إلى الركوع التالي، فصلاته صحيحة ولا شيء عليه، وذلك لأن حكم الدعاء بين السجدتين سنة وليس فرضاً، لكن ينبغي للمسلم أن يحاول المحافظة على هذه السنة لما فيها من أجر عظيم وخشوع في الصلاة.
هل يجب ترديد الدعاء بين السجدتين مرة واحدة أم مرتين؟
يستحب ترديد الدعاء بين السجدتين مرة واحدة، والأفضل تكراره مرتين أو ثلاثاً كما كان يفعل النبي ﷺ أحياناً، فالأمر في هذا واسع، والمهم هو استشعار معنى الدعاء والافتقار إلى الله في هذا الموضع الكريم من الصلاة.
ما الفرق بين الدعاء في السجود والدعاء بين السجدتين؟
الدعاء في السجود يكون أثناء السجود نفسه وهو موطن عظيم للدعاء، بينما الدعاء بين السجدتين يكون في حالة الجلوس بعد الرفع من السجود الأول وقبل الهوي إلى السجود الثاني، وكلاهما موطن للإجابة، لكن لكل منهما هيئته وذكره الخاص به.
💡 اعرف تفاصيل أكثر حول: ما هي دابة الأرض وعلاماتها في آخر الزمان
وهكذا نرى أن لحظة الدعاء بين السجدتين هي نعمة عظيمة ومنحة ربانية، فهي ليست مجرد ذكر عابر، بل هي لقاء خاص مع الله في صلب صلاتك، إن الالتزام بصيغة الدعاء بين السجدتين الصحيح كما ورد عن النبي يمنح صلاتك روحاً وخشوعاً أعمق، فلا تهمل هذه اللحظة المباركة، واجعلها فرصة لتنفيس همومك وطلب العون من ربك، وستجد أثر ذلك في طمأنينة قلبك وحلاوة مناجاةك.





