البحث العلمي

الخلفية النظرية في البحث العلمي

الخلفية النظرية هي أحد الأجزاء الأساسية في البحث العلمي، حيث تقوم بتقديم الفهم العميق والسياق العلمي للمشكلة أو الظاهرة التي يدرسها الباحث، وتكمن أهمية الخلفية النظرية في البحث العلمي في أنها توضح الأسس التي يبني عليها الباحث فرضياته وأسئلته البحثية، كما تساعد في ربط الدراسة بالمعرفة الموجودة في المجال العلمي، وفي هذه المقالة، سنتناول الخلفية النظرية في البحث العلمي، أهميتها، وأفضل الممارسات لإعدادها بشكل صحيح.

 

ما هي الخلفية النظرية في البحث العلمي؟

الخلفية النظرية هي عبارة عن جزء من البحث العلمي يعرض فيه الباحث الأدلة والنظريات التي تدعم موضوع الدراسة، ويمكن اعتبارها الجزء الذي يوفر سياقًا فكريًا يساعد الباحث على بناء الأسس التي سيتم عليها تحليل الظاهرة المدروسة، وتتضمن الخلفية النظرية ملخصًا للأبحاث والدراسات السابقة التي تتعلق بالموضوع، وتعرض النظريات والمفاهيم التي تعتبر ضرورية لفهم البحث بشكل أعمق، كما أنها تقدم للباحث قاعدة معرفية غنية تساعده في تحديد الفجوات البحثية التي قد تسهم دراسته في سدها.

 

يتم تطوير الخلفية النظرية في البحث العلمي من خلال جمع البيانات والنظريات التي تم تطويرها في مجالات مشابهة، ويجب أن تكون مرتبطة بالظاهرة التي يتم دراستها، ويتكون هذا الجزء من مراجعة الأدبيات السابقة ودراسة النظريات المتعلقة بالموضوع.

 

تعرف على: الفرق بين أهمية البحث وأهداف البحث

 

أهمية الخلفية النظرية في البحث العلمي

توجيه البحث وتحديد الأسئلة البحثية

الخلفية النظرية في البحث العلمي تساعد في توجيه البحث نحو الأسئلة الصحيحة، فمن خلال مراجعة الأدبيات والنظريات الموجودة، يحدد الباحث الفجوات البحثية أو المشكلات التي لم يتم تناولها بعد، وبالتالي صياغة أسئلة بحثية دقيقة.

 

مصداقية البحث

من خلال توثيق البحث بمراجعة الأدبيات السابقة والنظريات المتعارف عليها، يعزز الباحث مصداقية عمله، ويظهر ذلك أن البحث ليس مجرد اجتهاد شخصي، بل هو استمرار للأبحاث العلمية القائمة في المجال.

 

دعم الفرضيات والنظريات

تقوم الخلفية النظرية بتوفير دعم علمي للفرضيات التي يطورها الباحث، فمن خلال عرض النظريات الموجودة، يبني الباحث فرضيات تستند إلى الأدلة والنظريات التي تم إثباتها علميًا في الماضي.

 

الاستفادة من التجارب السابقة

توفر الخلفية النظرية في البحث العلمي مراجعة شاملة للبحوث السابقة، ويمكن للباحث الاستفادة من الأساليب التي استخدمها الآخرون، مما يساعده على تحديد المنهجية المناسبة لدراسته.

 

تحليل البيانات بشكل أفضل

من خلال الاطلاع على النظريات والأدبيات المتعلقة بالموضوع، يصبح الباحث أكثر قدرة على تفسير البيانات التي سيجمعها بشكل دقيق، فالخلفية النظرية تساعد في فهم أعمق للظاهرة المدروسة وبالتالي تحليل النتائج بشكل أكثر دقة وموثوقية.

 

أهمية الخلفية النظرية في البحث العلمي

 

اطلع كذلك على: طريقة كتابة الملخص

 

كيفية إعداد الخلفية النظرية في البحث العلمي؟

إعداد خلفية نظرية قوية يتطلب اتباع منهجية دقيقة لضمان شموليتها وارتباطها الوثيق بالموضوع المدروس، وهذه هي الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها:

 

1- مراجعة الأدبيات السابقة

يبدأ الباحث بجمع المعلومات المتوفرة عن الموضوع المدروس من خلال مراجعة الأدبيات السابقة، ويجب أن تشمل هذه المراجعة الأبحاث السابقة المتعلقة بالنظريات، التجارب الميدانية، والدراسات التي تتعلق بالموضوع بشكل مباشر أو غير مباشر، فهذه الدراسات توفر للباحث نظرة شاملة عن التطور العلمي في مجاله وتساعد في تحديد الفجوات المعرفية.

 

2- تحديد النظريات والمفاهيم الرئيسية

من الضروري أن يحدد الباحث النظريات والمفاهيم الرئيسية التي ترتبط بموضوع دراسته، فهذه النظريات ستدعم البحث وتوجهه نحو الإجابة على الأسئلة البحثية، فعلى سبيل المثال، إذا كان الباحث يدرس تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك، فسيحتاج إلى استعراض النظريات المرتبطة بتأثير وسائل الإعلام على الأفراد.

 

3- ربط النظريات بالمشكلة البحثية

يجب على الباحث ربط النظريات والمفاهيم التي استعرضها بالمشكلة البحثية، فهذا يساعد في توجيه البحث نحو توضيح كيفية تفسير هذه النظريات للظاهرة المدروسة، كما يساعد في تحديد الفجوات البحثية التي لم تتم معالجتها بالكامل في الأدبيات السابقة.

 

4- تحديد الأسئلة البحثية والفرضيات

بناءً على خلفيته النظرية، يقوم الباحث بتحديد الأسئلة البحثية التي يسعى للإجابة عليها في دراسته، فمن خلال النظر في الدراسات السابقة والنظريات المتاحة، يحدد الباحث الفرضيات التي سيتم اختبارها خلال البحث.

 

5- تقديم إطار مفاهيمي واضح

يجب أن يحتوي الإطار النظري على إطار مفاهيمي يساعد في تفسير العلاقات بين المفاهيم والنظريات المختلفة، وهذا الإطار يمثل العلاقة بين المتغيرات المختلفة ويقدم رؤية شاملة للظاهرة المدروسة، كما يتضمن هذا الإطار مخططات بيانية أو تصورات مرئية تسهل فهم العلاقة بين المتغيرات.

 

6- تحليل المراجع والنقد العلمي

من الضروري أن يتضمن الإطار النظري تحليلًا نقديًا للمراجع والأبحاث السابقة، ويجب على الباحث تقديم تحليل مفصل حول مدى قوة الدراسات السابقة وموثوقيتها، فضلاً عن تحديد أوجه القصور التي يجب معالجتها في دراسته الخاصة.

 

اقرأ أيضاً عن: مواضيع في منهجية البحث العلمي

 

أهم المعايير التي يجب اتباعها في كتابة الخلفية النظرية

  • الوضوح والتنظيم: يجب أن يكون الإطار النظري مكتوبًا بشكل واضح ومنظم، حيث يساعد ذلك في توصيل الأفكار بشكل منطقي وسهل الفهم.
  • الشمولية والاختصار: يجب أن تكون الخلفية النظرية في البحث العلمي شاملة للمعلومات الضرورية، ولكن دون إسراف في التفاصيل التي لا تساهم في موضوع البحث.
  • التركيز على الأبحاث الحديثة: ينبغي أن تشمل الخلفية النظرية أبحاثًا ومقالات علمية حديثة تواكب التطورات العلمية.
  • التماسك: يجب أن تكون الأفكار مترابطة بشكل جيد بين مختلف الأقسام، بحيث تظهر بشكل متسلسل ويسهل على القارئ متابعة التفكير المنطقي.
  • التوثيق الجيد: يجب توثيق جميع المصادر بشكل دقيق، مع استخدام أسلوب الاقتباس الصحيح.

 

أهم المعايير التي يجب اتباعها في كتابة الخلفية النظرية

 

التحديات في إعداد الخلفية النظرية

على الرغم من أهمية الخلفية النظرية في أي دراسة علمية، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد يواجهها الباحثون عند إعداد هذا الجزء:

  1. الاختيار الصحيح للمراجع: قد يصعب على بعض الباحثين اختيار المراجع الدقيقة والحديثة التي تدعم الفرضيات بشكل قوي.
  2. التعامل مع الكم الكبير من الأدبيات: في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب إجراء مراجعة شاملة للأدبيات في موضوعات واسعة ومتعددة.
  3. تحديد الفجوات البحثية: في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب تحديد الفجوات البحثية بشكل دقيق، خاصة في المواضيع التي تم تناولها بشكل واسع في الأدبيات.

 

اعرف أكثر حول: طريقة كتابة تقريرات الرسالة

 

أسئلة شائعة تهم الباحثين في موضوع الخلفية النظرية في البحث العلمي

ما الفرق بين الإطار النظري والخلفية النظرية في البحث العلمي؟

الإطار النظري يتعامل مع المفاهيم والنظريات التي تدعم البحث ويستخدم لتوجيه البحث وتحليل النتائج، أما الخلفية النظرية فهي جزء من المراجعة الأدبية التي تقدم سياقًا تاريخيًا وعلميًا للموضوع وتعرض الدراسات السابقة التي تناولت الظاهرة المدروسة.

 

هل من الضروري أن تكون الخلفية النظرية شاملة لجميع الدراسات السابقة؟

لا، من غير الضروري أن تشمل جميع الدراسات السابقة، ولكن يجب أن تركز على الأبحاث التي لها علاقة مباشرة بالموضوع المدروس وتساهم في بناء الفهم النظري للظاهرة، ويمكن أن تشمل الدراسات الحديثة والدراسات ذات الأثر البارز في المجال.

 

كيف يمكن للباحث أن يحدد الفجوات البحثية في الأدبيات السابقة؟

يمكن للباحث تحديد الفجوات البحثية من خلال مراجعة الأدبيات السابقة وتحليلها لمعرفة ما تم التحقيق فيه مسبقًا وما لم يتم دراسته بشكل كافٍ، وقد تكون هذه الفجوات في المنهجيات، النتائج، أو في الفئات المستهدفة في الأبحاث السابقة.

 

هل يمكن تعديل الخلفية النظرية أثناء تقدم البحث؟

نعم، قد يتطلب البحث تعديل الخلفية النظرية بناءً على النتائج الأولية أو اكتشافات جديدة، فإذا لاحظ الباحث أن الفرضيات التي تم وضعها في البداية لا تتماشى مع البيانات المتاحة، يمكنه تعديل الخلفية النظرية في البحث العلمي لتلائم التوجهات الجديدة للبحث.

 

تعرف على: خطوات كتابة التقرير العلمي

 

الخلفية النظرية في البحث العلمي هي عنصر أساسي، حيث توفر السياق النظري الذي يبني عليه الباحث دراسته، فمن خلال تقديم المفاهيم والنظريات المتعلقة بالموضوع، يقوم الباحث بتوجيه البحث نحو الأسئلة الرئيسية ويضع الأساس لاختبار الفرضيات، والإعداد الجيد للخلفية النظرية يعزز مصداقية البحث ويساهم في تحسين جودة النتائج، كما يتطلب إعداد الخلفية النظرية الإلمام الجيد بالأدبيات السابقة، وتحليل النظريات المختلفة، وتحديد الفجوات البحثية التي تسهم الدراسة في سدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى