الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة
في أي بحث علمي، يتم تضمين الإطار النظري والدراسات السابقة كجزء من المراجعة الأدبية التي تهدف إلى تقديم خلفية معرفية حول الموضوع المدروس، وعلى الرغم من أنهما يشتركان في نفس الهدف العام، وهو دعم البحث وتوجيهه، إلا أنهما مختلفان في الطريقة التي يتم من خلالها بناء هذا الدعم والمحتوى الذي يقدمانه، وفي هذه المقالة، سنتناول الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة، ونسلط الضوء على كيفية استخدام كل منهما في البحث العلمي.
جدول المحتويات
ما هو الإطار النظري في البحث العلمي؟
الإطار النظري هو مجموعة من المفاهيم والنظريات التي يعتمد عليها الباحث لفهم الظاهرة المدروسة، ويعتبر الإطار النظري أساسًا فكريًا يربط بين مختلف المفاهيم النظرية والمجالات العلمية ذات الصلة، وفي هذا الجزء من البحث، يقوم الباحث بتوضيح النظريات التي تدعم البحث، بالإضافة إلى عرض المفاهيم الرئيسية التي سيتم استخدامها لتحليل البيانات، فالهدف من الإطار النظري هو توجيه البحث وتوضيح السياق النظري الذي سيُبنى عليه التحليل والنتائج.
مكونات الإطار النظري
- النظريات: يشمل الإطار النظري مجموعة من النظريات التي تشرح الظاهرة المدروسة لوضع الفرضيات وتوجيه التحليل.
- المفاهيم الرئيسية: يتضمن المفاهيم التي سيتعامل معها الباحث في دراسته، مثل تعريفات المتغيرات الأساسية.
- الإفتراضات: قد يتضمن الإطار النظري فرضيات حول العلاقة بين المتغيرات التي يتم فحصها.
اقرأ أيضاً عن: التصنيف في البحث العلمي
ما هي الدراسات السابقة؟
الدراسات السابقة هي مجموعة من الأبحاث والدراسات التي تم نشرها في وقت سابق وتتناول الموضوع نفسه أو موضوعات مشابهة، ويهدف الباحث من خلال مراجعته لهذه الدراسات إلى التعرف على ما تم التوصل إليه مسبقًا في نفس المجال، بالإضافة إلى تحديد الثغرات في الأدبيات العلمية التي تساهم دراسته في سدها، وتختلف الدراسات السابقة عن الإطار النظري في أنها تركز بشكل أكبر على الأبحاث الميدانية والتجريبية التي تم إجراؤها حول نفس الموضوع.
مكونات الدراسات السابقة
- مراجعة الأبحاث السابقة: تتضمن هذه المرحلة دراسة الأدبيات التي تم نشرها حول الموضوع لمعرفة الأساليب والنتائج السابقة.
- تحليل الفجوات البحثية: من خلال هذه الدراسات، يقوم الباحث بتحديد الفجوات التي لم تُحل أو الأسئلة التي لم يتم الإجابة عليها بعد.
- منهجية البحث: تتضمن الدراسات السابقة وصفًا للأساليب والمنهجيات التي استخدمها الباحثون الآخرون، لاختيار الأدوات المناسبة للدراسة الحالية.
اطلع على: تحليل المضمون في العلوم الاجتماعية
الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة
على الرغم من أن الإطار النظري والدراسات السابقة يعتبران جزءًا من المراجعة الأدبية في البحث العلمي، إلا أن هناك اختلافات أساسية بينهما تتعلق بالهدف والمحتوى والطريقة التي يُستخدم بها كل منهما. فيما يلي نستعرض الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة بالتفصيل:
1- الهدف
- الإطار النظري: يهدف إلى تقديم إطار فكري يساعد الباحث في فهم الظاهرة المدروسة بناءً على مجموعة من النظريات والمفاهيم الأساسية، هو الأساس الذي يُبنى عليه تحليل البيانات والنتائج.
- الدراسات السابقة: تهدف إلى مراجعة الأبحاث السابقة التي تم إجراؤها في نفس المجال، وتساعد هذه الدراسات في تحديد الثغرات والفرص البحثية وتسهم في تحديد كيفية تقدم الدراسة الحالية في السياق المعرفي الموجود.
2- محتوى البحث
- الإطار النظري: يحتوي على النظريات والمفاهيم الأساسية التي تدعم البحث، ويستخدم لتوجيهه نحو إجابة الأسئلة أو الفرضيات البحثية.
- الدراسات السابقة: تتضمن نتائج الأبحاث السابقة ومناقشتها، وكيفية تعامل الباحثين مع الظاهرة المدروسة، بالإضافة إلى الأساليب المستخدمة ونتائج التجارب السابقة.
3- الطريقة التي يستخدم بها
- الإطار النظري: يستخدم في بداية البحث لتوضيح الفرضيات والأدوات النظرية التي سيتم تطبيقها على البيانات، وهو بمثابة الأساس الذي يحدد اتجاه الدراسة.
- الدراسات السابقة: تستخدم في مرحلة المراجعة الأدبية لفحص ما تم دراسته مسبقًا، وتسهم هذه الدراسات في تقديم الأدلة الداعمة أو المعاكسة للأدوات النظرية التي يعتزم الباحث استخدامها.
اعرف أكثر حول: أنواع إطارات البحث العلمي
4- التركيز
- الإطار النظري: يركز على المفاهيم والنظريات التي تدعم البحث وتوجهه.
- الدراسات السابقة: تركز على البحوث التجريبية والدراسات التي تم إجراؤها مسبقًا على نفس الموضوع، مع التركيز على النتائج التي تم التوصل إليها والأساليب المستخدمة.
يمكنك الاطلاع على: الخلفية النظرية في البحث العلمي
كيف يتكامل الإطار النظري مع الدراسات السابقة؟
الإطار النظري والدراسات السابقة لا يُستغنى عن أحدهما في البحث العلمي. بل، يعمل كل منهما مع الآخر لبناء بحث علمي قوي، وهذا توضيح لـ كيف يتكاملان معًا:
- التوضيح والتوجيه: يوفر الإطار النظري للباحث الأدوات اللازمة لفهم الظاهرة المدروسة وتوجيه البحث، بينما تساعد الدراسات السابقة في التأكد من أن الإطار النظري يتماشى مع الأدبيات العلمية ويعكس أحدث الاتجاهات في المجال.
- الدعم والتفسير: من خلال النظر في الدراسات السابقة، يدعم الباحث نظرياته وفرضياته المستمدة من الإطار النظري، بالإضافة إلى ذلك، توفر الدراسات السابقة أدلة تجريبية تساند الفرضيات أو تساعد في تعديلها.
- تحديد الفجوات: عندما يقدم الباحث مراجعة للدراسات السابقة، فإنه يستطيع تحديد الفجوات البحثية التي لم يتم تغطيتها بشكل كافٍ، لتوجيه بحثه بشكل أكثر دقة.
كيفية استخدام الإطار النظري والدراسات السابقة في البحث العلمي؟
لاستخدام كل من الإطار النظري والدراسات السابقة بشكل أفضل، ويستطيع الباحث أن يتبع الخطوات التالية:
- استخدام الإطار النظري لتوجيه الأسئلة: يبدأ الباحث باستخدام الإطار النظري لتحديد الأسئلة البحثية التي يسعى للإجابة عليها، ويساعد هذا في اختيار الأدوات المنهجية الأنسب.
- مراجعة الدراسات السابقة لتحديد الفجوات: بعد الاطلاع على الدراسات السابقة، يقوم الباحث بتحديد النقاط التي لم يتم دراستها بشكل كافٍ، لدعم أهمية الدراسة الحالية.
- التأكد من أن الفرضيات تتماشى مع الأدبيات: يجب أن تكون الفرضيات التي يقوم الباحث بتطويرها قائمة على الأدبيات والنظريات الموجودة، والتي تدعمه بالتحليل والدليل.
تعرف على: الإطار المفاهيمي في البحث العلمي
الإطار النظري والدراسات السابقة هما جزءان أساسيان في البحث العلمي، ويعملان معًا لدعم فهم الظاهرة المدروسة وتوجيه البحث، بينما يركز الإطار النظري على تقديم الأساس الفكري والمفاهيمي للبحث، تقدم الدراسات السابقة الأدلة التجريبية والنقدية التي تساهم في بناء السياق الأكاديمي للموضوع، فمن خلال دمج هذين العنصرين بشكل صحيح، يضمن الباحث أن دراسته ليست فقط مرتبطة بالمعرفة الحالية في المجال، ولكنها تقدم أيضًا إضافة جديدة للقائمة المعرفية في الموضوع المدروس.