أيام العشر من ذي الحجة وفضل العمل الصالح فيها

هل تعلم أن هناك أياماً محددة في السنة تعد فيها الأعمال الصالحة أحب إلى الله وأعظم أجراً؟ إنها أيام العشر من ذي الحجة، وهي فرصة ذهبية قد تغفل عنها وسط زحام الحياة، يبحث الكثير منا عن طرق لتعظيم حسناته وتنقية روحه، ولكن قد يجهل كيف يستفيد من هذه الأيام المباركة بشكل عملي ومؤثر.
خلال هذا المقال، ستكتشف فضل العشر الأوائل من ذي الحجة والأعمال المستحبة فيها، مثل الصيام والدعاء والذكر، ستتعلم كيف تحول هذه الأيام إلى محطة روحية تزيد من تقواك وتقرّبك من الله، مما يمنحك شعوراً بالطمأنينة ورضا لا مثيل له مع اقتراب نهاية العام.
جدول المحتويات
ما هي أيام العشر من ذي الحجة؟

تشير أيام العشر من ذي الحجة إلى الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة، وهو شهر من أشهر الحج العظيم وأحد الأشهر الحرم، تبدأ هذه الأيام المباركة مع دخول شهر ذي الحجة وتنتهي بيوم النحر، وهو اليوم العاشر من الشهر والذي يوافق عيد الأضحى المبارك، تعتبر هذه الفترة من أفضل الأوقات عند الله تعالى، حيث يزداد فيها فضل الأعمال الصالحة ويتضاعف أجرها، مما يجعلها فرصة ذهبية للمسلم لتعزيز ارتباطه بربه وزيادة رصيده من الحسنات.
💡 تعمّق في فهم: ماهو الدين الاسلامي وأركانه الأساسية
ما فضل العشر الأوائل من ذي الحجة في القرآن والسنة؟
- أقسم الله تعالى بهذه الأيام في القرآن الكريم مما يدل على عظم شأنها وفضلها، حيث قال: “وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، والمقصود بها أيام العشر من ذي الحجة.
 - هي الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكر الله، وقد ورد في السنة النبوية أنها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، وأن العمل الصالح فيها أحب إلى الله من الجهاد في سبيله.
 - تجتمع فيها أمهات العبادات التي لا تجتمع في غيرها من الأوقات، مثل الصلاة والصيام والصدقة والحج، مما يجعلها موسماً فريداً للمغفرة والرحمة.
 - يقع فيها يوم عرفة الذي هو أفضل أيام السنة، وهو اليوم الذي تكفل الله بعتق رقاب الكثير من عباده من النار ومغفرة ذنوبهم.
 
💡 ابحث عن المعرفة حول: اسماء الكتب السماوية وترتيب نزولها
الأهمية الروحانية لأيام العشر من ذي الحجة
تمثل أيام العشر من ذي الحجة محطة روحانية فريدة في حياة المسلم، فهي ليست مجرد أيام عابرة بل هي موسم سنوي للتقرب إلى الله ورفع الدرجات وتطهير القلب، تعتبر هذه الأيام من أفضل الأوقات عند الله، حيث تتضاعف فيها الحسنات وتُفتح فيها أبواب الرحمة والمغفرة، مما يجعلها فرصة ذهبية لا تعوض للانطلاق في رحلة إيمانية حقيقية.
تكمن الأهمية الروحانية لهذه الأيام في كونها تجمع بين شعائر التعبد المختلفة؛ من صيام وصلاة وصدقة وتكبير وذكر ودعاء وحج، هذا التنوع في العبادات يسمح لكل مسلم، أينما كان، بالمشاركة في هذا الخير العميم وفقاً لحالته وقدرته، إنها فترة intensive care للروح، تُغسل فيها الذنوب، وتُجدد فيها العهود مع الله، وتملأ فيها القلوب بالإيمان والطمأنينة.
خطوات عملية لتعظيم الأهمية الروحانية لهذه الأيام
- تغيير النية: اجعل نيتك في جميع أعمالك خلال هذه الفترة خالصة لله تعالى، حتى الأمور الدنيوية المعتادة كالنوم والأكل يمكن أن تتحول إلى عبادة بنية التقوي على طاعة الله.
 - مصاحبة الذكر: داوم على الأذكار المطلقة في كل وقت وحين، مثل التكبير والتهليل والتحميد، لتربط لسانك وقلبك بالله طوال النهار.
 - مراجعة القلب: خصص وقتاً يومياً للخلوة مع نفسك، محاسباً لها على تقصيرها، طالباً العفو من ربك، ومخططاً لتحسين علاقتك مع الله.
 - التوبة النصوح: استغل مناخ المغفرة السائد في هذه الأيام لتقديم توبة صادقة من جميع الذنوب والمعاصي، كبيرة كانت أم صغيرة.
 - الارتقاء بالعبادة: حاول أن تزيد من جودة عبادتك لا كميتها فقط، فخشوعك في ركعتين خلفية أفضل من عشر ركعات بقلب غافل.
 
وبالتالي، فإن الأهمية الروحانية لأيام العشر من ذي الحجة لا تقتصر على مضاعفة الأجر فحسب، بل تمتد إلى إحداث نقلة نوعية في حياة المسلم الروحانية، إنها محطة للتزود بالطاقة الإيمانية التي تعينه على مواصلة رحلته طوال العام، وبناء صلة متينة مع خالقه، تملأ حياته بالمعنى والسلام الداخلي.
💡 استعرض المزيد حول: فوائد طلب العلم وأثره في حياة المسلم
أفضل الأعمال المستحبة في العشر من ذي الحجة
تعتبر أيام العشر من ذي الحجة فرصة ذهبية للمسلم ليعوض ما فاته من حسنات ويثقل ميزان أعماله الصالحة، هذه الأيام المباركة هي من أفضل الأوقات عند الله تعالى، والأعمال الصالحة فيها لها فضل عظيم وأجر مضاعف، إن اغتنام هذه الأيام يكون من خلال الإكثار من الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه وتزيد من إيمانه.
لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الأيام الفضيلة، يمكن للمسلم أن يلتزم بمجموعة من الأعمال المستحبة التي وردت في السنة النبوية، والتي تجعل من هذه الفترة محطة روحية للتزود بالطاعات وتجديد العهد مع الله.
أبرز الأعمال الصالحة في أيام العشر من ذي الحجة
- الصيام: ويستحب صيام التسع الأوائل من ذي الحجة، وخاصة يوم عرفة لغير الحاج لما له من فضل كبير في مغفرة الذنوب.
 - الإكثار من التكبير والتحميد والتهليل: فهي من أعظم الأذكار التي تملأ الميزان بالحسنات في هذه الأيام.
 - الأضحية: وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتعتبر من شعائر الإسلام.
 - الدعاء: خاصة في يوم عرفة، حيث يكون الدعاء مستجاباً ولا يرد الله فيه سائلًا.
 - الصلاة: والمحافظة على الصلوات في وقتها مع الإكثار من النوافل.
 - قراءة القرآن: والإكثار من تلاوته وتدبر معانيه.
 - الصدقة: وبذل المعروف للمحتاجين والإحسان إلى الناس.
 - التوبة والاستغفار: والعزم على عدم العودة إلى الذنوب والمعاصي.
 - صلة الرحم: وبر الوالدين والإحسان إليهما.
 - ذكر الله تعالى: في كل وقت وحال، فهي أيام مشهودة يكرم الله فيها عباده.
 
إن تنوع هذه الأعمال لكل مسلم أن يشارك في الخير وفقاً لظروفه وقدراته، فمن لم يستطع الصيام يمكنه الإكثار من الذكر والدعاء، ومن لم يقدر على الأضحية يمكنه التصدق، المهم هو ألا تفوتنا هذه الأيام المباركة دون أن نغتنمها بما يرضي الله تعالى ونزيد من حسناتنا.
💡 اطلع على المزيد من التفاصيل عن: علامات العين والحسد وكيفية الوقاية منها
فضل صيام العشر من ذي الحجة ويوم عرفة

يُعد الصيام من أبرز الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله خلال أيام العشر من ذي الحجة، وهو من أفضل القربات على الإطلاق، فصيام هذه الأيام المباركة له فضل عظيم، حيث يغفر الله تعالى للعبد ذنوبه ويضاعف له الأجور، ويكون الصيام كفارة للسيئات ورفعة في الدرجات، ويستحب للمسلم أن يصوم الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة، فهي من أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، ويوم عرفة يأتي تتويجاً لها.
أما صيام يوم عرفة، فله فضل خاص وميزة عظيمة لا تُعادلها أيام أخرى، فصيام هذا اليوم يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة قابلة، وهو يوم مغفرة ورحمة وعتق من النار، ويحرص الحجاج على عدم صيامه في عرفة ليتقووا على الوقوف والدعاء، بينما يُستحب لغير الحاج صيامه، ويعتبر الجمع بين صيام العشر الأوائل من ذي الحجة ويوم عرفة من أعظم القربات التي تقرب العبد من ربه وتزيد من حسناته.
الفرق بين صيام العشر ويوم عرفة
بينما يُستحب صيام جميع أيام العشر، فإن يوم عرفة يأخذ مكانة خاصة في الصيام، فصيام يوم عرفة وحده يكفر ذنوب عامين كاملين، مما يجعله فرصة ذهبية للمسلم ليتخلص من أعباء الذنوب ويرفع من درجاته عند الله تعالى.
نصائح صحية للصيام في العشر
للاستفادة القصوى من صيام هذه الأيام، ينصح بالاهتمام بالتغذية السليمة في وجبتي الإفطار والسحور، وشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور، وتجنب الإجهاد البدني الشديد خلال ساعات الصيام، والتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين التي تساعد على تحمل ساعات الصيام.
💡 تعلّم المزيد عن: ماهو الفرق بين النبي والرسول
الدعاء المستجاب في العشر من ذي الحجة
تمتاز أيام العشر من ذي الحجة بأنها أوقات فاضلة يغتنمها المسلم بالدعاء، حيث يقترب العبد من ربه وتتضاعف فيه فرص استجابة الدعاء، يعتبر الدعاء في هذه الأيام من أفضل الأعمال المستحبة، فهو يجمع بين عبادة اللسان وصدق التوجه إلى الله تعالى في وقتٍ تُفتح فيه أبواب السماء.
ما هو أفضل دعاء يمكن قوله في العشر من ذي الحجة؟
لا يوجد دعاء محدد يجب الالتزام به، فأفضل الدعاء هو ما يجول في قلب المسلم وهو خاشع بين يدي الله، ومع ذلك، يستحب الإكثار من الدعاء بالمغفرة والرحمة، والنجاة من النار، والفوز بالجنة، والدعاء للأهل والوالدين والأمة الإسلامية، كما أن الدعاء بنية صالحة لقضاء الحاجات وتفريج الهموم يكون مستجابًا في هذه الأوقات المباركة.
لماذا يعتبر الدعاء مستجابًا بشكل خاص في هذه الأيام؟
لأن أيام العشر من ذي الحجة هي أيام يشهدها الله تعالى ويقسم بها في كتابه، مما يدل على شرفها وعظم مكانتها، يجتمع في هذه الأيام العديد من العبادات العظيمة مثل الحج والصيام والصدقة وذكر الله، وهذا التجمع يخلق جوًا روحانيًا تزداد فيه القربات ويستجاب فيه الدعاء، خاصة في يوم عرفة، حيث يباهي الله تعالى بأهل الأرض الملائكة، ويكون الدعاء فيه مستجابًا بإذن الله.
كيف يمكنني تحسين أدعية خلال العشر الأوائل من ذي الحجة؟
لتحسين جودة الدعاء وزيادة فرص استجابته، احرص على أن تخلص النية لله تعالى، اختر أوقاتًا يُرجى فيها إجابة الدعاء مثل الثلث الأخير من الليل، وأدبار الصلوات المفروضة، وبين الأذان والإقامة، ابدأ دعاءك بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واختم بذلك أيضًا، وأهم من ذلك كله، ادعُ بقلب حاضر وخاشع، مع اليقين التام بأن الله سيستجيب لك في الوقت والمكان المناسبين.
💡 اطّلع على تفاصيل إضافية عن: فوائد ماء زمزم وفضله كما ورد في السنة
فضل التكبير والتهليل والتحميد في العشر
تمتاز أيام العشر من ذي الحجة بأنها موسم عظيم للذكر والدعاء، حيث يتقرب فيها المسلم إلى الله بكثرة التكبير والتهليل والتحميد، هذه الأذكار هي من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله في هذه الأيام المباركة، فهي ترفع الدرجات وتكفر السيئات وتملأ الميزان بالحسنات، إن إحياء هذه السنة النبوية في أيام العشر من ذي الحجة يضفي على الأجواء روحانية فريدة، ويجعل الوقت مثمراً بالطاعات.
أهم النصائح لتعظيم الأجر بالذكر في أيام العشر
- احرص على التكبير المطلق في كل وقت وحين، من بعد صلاة الفجر في يوم عرفة حتى غروب شمس آخر أيام التشريق، قائلاً: “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.
 - واظب على التهليل بقول “لا إله إلا الله” بشكل مستمر، خاصة بعد الصلوات المفروضة وفي أوقات السحر، فهي كلمة التوحيد التي هي أحب الكلام إلى الله تعالى.
 - أكثر من التحميد بقول “الحمد لله” في كل مناسبة، عند الطعام والشراب وعند ارتداء الملابس، فالحمد لله تملأ الميزان وتثقل الحسنات.
 - اجعل لك ورداً يومياً من الذكر، مثل تحديد عدد معين من التكبير والتهليل والتحميد، مما يساعدك على المداومة والاستفادة القصوى من فضائل هذه الأيام.
 - استخدم السبحة أو أصابع اليد في عد الأذكار، فهي وسيلة عملية تساعدك على التركيز والاستمرار في الذكر دون تشتت.
 - اذكر الله في جميع أحوالك: أثناء المشي، وفي السيارة، وأثناء انتظار الصلوات، لتحقيق المعنى الحقيقي لذكر الله في كل وقت.
 
إن المداومة على هذه الأذكار في أيام العشر من ذي الحجة تزيد من ارتباط القلب بالله، وتنقي النفس من الشوائب، وتجلب الطمأنينة والسكينة، كما أن الجو العام في هذه الأيام يذكر الجميع بهذه السنّة، مما يشجع على التنافس في الخير والعمل الصالح، ويجعل الذكر جماعياً وفردياً في آن واحد، مما يعظم الأجر والثواب.
💡 قم بزيادة معرفتك بـ: معلومات عن النبي محمد وسيرته العطرة
مميزات العشر من ذي الحجة مقارنة ببقية العام

تمتاز أيام العشر من ذي الحجة بمكانة فريدة وخصائص استثنائية تجعلها موسماً لا يتكرر في باقي أيام السنة، فهي أيام محدودة ومعدودة، يجتمع فيها من الفضائل والعطايا الربانية ما لا يجتمع في غيرها، مما يجعلها فرصة ذهبية لكل مسلم ومسلمة لتعويض ما فات وزيادة الحسنات في وقت قياسي، إنها بمثابة محطة روحية سنوية للتزود بالطاعات والانعتاق من الذنوب.
ولفهم هذه المميزات بشكل أوضح، يمكن مقارنة هذه الأيام المباركة مع بقية أيام العام من خلال النقاط التالية:
مقارنة بين فضائل العشر من ذي الحجة وبقية العام
| وجه المقارنة | أيام العشر من ذي الحجة | باقي أيام العام | 
|---|---|---|
| القيمة عند الله | هي أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، كما ورد في بعض الأحاديث. | أيام عادية، باستثناء بعض الأيام المفضلة مثل يوم عاشوراء. | 
| الأعمال الصالحة | العمل الصالح فيها أحب إلى الله من الجهاد في سبيل الله، مما يعطي مضاعفة هائلة للأجر. | الأجر مضاعف بشكل عام، لكن دون بلوغ مرتبة تفضيل العمل على الجهاد. | 
| اجتماع العبادات | تجتمع فيها أصول العبادات جميعاً: الصلاة، الصيام، الصدقة، الحج، وهو ما لا يتوفر في وقت آخر. | لا تجتمع هذه العبادات الكبرى معاً في وقت واحد. | 
| اليوم الفاصل (يوم عرفة) | يضم يوم عرفة الذي يكفر ذنوب سنتين ويعد من أفضل أيام السنة على الإطلاق. | لا يوجد يوم واحد بمكانة يوم عرفة من حيث مغفرة الذنوب. | 
| ذكر التكبير المطلق | يشرع التكبير المطلق في كل وقت وحين، مما يضفي طابعاً روحياً خاصاً على الأجواء. | يشرع التكبير في أوقات محددة مثل أدبار الصلوات. | 
هذه المقارنة تظهر بوضوح لماذا تعتبر فضل العشر الأوائل من ذي الحجة استثنائياً، فهي ليست مجرد أيام عابرة، بل هي هبة من الله لعباده ليرتقوا في درجات الجنة ويغتنموا مغفرته ورحمته، فهم هذه المميزات يدفع المسلم لاستغلالها بأفضل صورة ممكنة، من خلال الإكثار من ذكر الله في العشر الأوائل والحرص على الأعمال المستحبة في ذي الحجة.
💡 اكتشف المزيد حول: أين تقع سفينة نوح بعد الطوفان العظيم
نصائح للاستفادة القصوى من العشر الأوائل من ذي الحجة
بعد أن تعرفنا على الفضل العظيم لهذه الأيام المباركة، تأتي المرحلة العملية الأهم: كيف نحول هذه المعرفة إلى واقع نعيشه؟ تحقيق الاستفادة القصوى من أيام العشر من ذي الحجة يتطلب تخطيطًا واعيًا وعزيمة صادقة، حتى لا تمر هذه الفرصة الذهبية دون أن نحصد ثمارها.
إليك دليلًا عمليًا على شكل خطوات تساعدك على استغلال هذه الأيام بأفضل صورة ممكنة، لتعيش روحانيتها وتزيد من رصيدك من الحسنات.
خطة عملية لاستثمار أيام العشر من ذي الحجة
- ضع خطة مسبقة: قبل أن تبدأ هذه الأيام، خذ وقتك في كتابة قائمة بالأعمال المستحبة التي تنوي القيام بها، مثل الصيام، والصدقة، والتكبير، وقراءة القرآن، وجود خطة مكتوبة يزيد من تركيزك والتزامك.
 - اغتنم أوقات الذروة: ركز جهدك في الأوقات التي يضاعف فيها الأجر، مثل صيام يوم عرفة الذي يكفر سنتين، والدعاء في آخر يوم من أيام العشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى.
 - وازن بين العبادات: لا تترك عبادة لأخرى، بل حاول أن تجمع بين الصيام، والصلاة في وقتها، وذكر الله، والصدقة، وصلة الرحم، حتى تكون عبادتك شاملة ومتكاملة.
 - أكثر من الدعاء: خصص وقتًا للدعاء بخشوع، خاصة وأن الدعاء في هذه الأيام مستجاب، ادعُ لنفسك ولوالديك وللمسلمين، واطلب من الله القبول.
 - احرص على التكبير: اجعل لسانك رطبًا بذكر الله، وأكثر من التكبير المطلق في كل وقت، والتكبير المقيد أدبار الصلوات في هذه الأيام المباركة.
 - طهّر نيتك: اجعل كل عمل تقوم به في هذه الأيام خالصًا لوجه الله تعالى، فهذا أساس قبول الأعمال وسبب مضاعفة الأجر.
 - اغتنم الفرصة للتوبة: هذه الأيام فرصة ذهبية للتخلص من الذنوب والخطايا والبدء بحياة روحية جديدة، فأقبل على الله بقلب مفتوح.
 
بتنظيم الوقت وصدق النية، يمكنك أن تعيش أجواء أيام العشر من ذي الحجة بشكل كامل، فتحقق الفوز برضا الله وتزيد من حسناتك في أيام قليلة تعادل قيمة العمر كله، المهم هو البدء وعدم التأجيل، فكل لحظة فيها ثمينة.
💡 تعلّم المزيد عن: أبو جهل عم الرسول وعداوته للإسلام
خلاصة فضل العشر من ذي الحجة وأثرها على المسلم
بعد أن استعرضنا التفاصيل، يمكننا تلخيص أن أيام العشر من ذي الحجة تمثل فرصة روحانية استثنائية في حياة المسلم، فهي ليست مجرد أيام عابرة، بل هي موسَمٌ للخيرات ووقتٌ مبارك تضاعف فيه الحسنات وترتفع فيه الدرجات، الأثر الحقيقي لهذه الأيام لا يقتصر على المكاسب الآنية، بل يمتد ليشكل منعطفاً إيجابياً في العلاقة مع الله، ويعيد ترتيب أولويات القلب نحو الطاعة.
يعيش المسلم خلال هذه الأيام تجربة إيمانية متكاملة، تترك أثراً واضحاً على سلوكه ونفسيته، إن الاستفادة الحقيقية من فضل العشر الأوائل من ذي الحجة تخلق حالة من الاستقرار الداخلي والطمأنينة، وتعيد شحن الهمة لمواصلة مسيرة الحياة بنَفَسٍ جديد وإيمان أعمق.
الأثر الشامل لأيام العشر من ذي الحجة على حياة المسلم
- تزكية النفس: تساعد الأعمال المستحبة في العشر من ذي الحجة، مثل الصيام والذكر، على تطهير القلب من الشوائب وتربيته على التقوى.
 - تجديد الإيمان: تكرار التكبير والتهليل والتحميد يغذي الإيمان في القلب ويقوي الصلة بالله.
 - رفع الدرجات: مضاعفة الأجر في هذه الأيام تساهم في محو السيئات ورفع المكانة عند الله.
 - تعزيز الروح الاجتماعية: تتجلى في شعيرة الحج والعيد، مما يعمق أواصر الأخوة والتواصل بين المسلمين.
 - فرصة للبداية الجديدة: تشكل هذه الأيام محطة للتوبة الصادقة والعزم على عدم العودة للذنب.
 
ختاماً، فإن العبرة من أيام العشر من ذي الحجة ليست فقط في أداء العبادات بشكل مؤقت، بل في استدامة أثرها الطيب، المسلم الحقيقي هو من يجعل من هذه الأيام محطة ينطلق منها نحو حياة أكثر استقامة وعبادة، حياة يظلّ فيها قلبُه معلقاً بالله، وسلوكُه متأثراً ببركة هذه الأيام المباركة حتى يأتي موسمٌ آخر من مواسم الخير.
💡 اطلع على المزيد من التفاصيل عن: افضل الصدقة سقيا الماء وأجرها العظيم
أسئله شائعه
نتلقى العديد من الأسئلة المتعلقة بأيام العشر من ذي الحجة وفضائلها وكيفية استغلالها بشكل أمثل، تجدون أدناه إجابات موجزة على أكثر هذه الاستفسارات شيوعاً، لتكون دليلاً عملياً لكم خلال هذه الأيام المباركة.
متى تبدأ العشر من ذي الحجة ومتى تنتهي؟
تبدأ أيام العشر من ذي الحجة مع فاتحة شهر ذي الحجة، أي من اليوم الأول منه، وتستمر حتى اليوم العاشر الذي هو يوم عيد الأضحى المبارك، وهي أيام محددة وثابتة لا تختلف من عام لآخر.
ما حكم صيام العشر من ذي الحجة؟
صيام هذه الأيام مستحب استحباباً مؤكداً، وليس فرضاً، ويشمل الصيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة، حيث يحرم صيام يوم العيد، ويُستثنى من ذلك يوم عرفة، فصيامه سنة مؤكدة لغير الحاج.
ما هي أفضل الأعمال في العشر من ذي الحجة؟
أفضل الأعمال في هذه الأيام المباركة هي ما ورد في السنة النبوية، ويأتي في مقدمتها أداء فريضة الحج، ثم الصيام وخاصة يوم عرفة، والإكثار من ذكر الله والتكبير والتهليل، والأضحية، وكذلك الصلاة والصدقة وبر الوالدين وصلة الرحم.
هل يجب صيام كل أيام العشر من ذي الحجة؟
لا يجب صيامها كلها، ولكن يُستحب للمسلم أن يصوم ما تيسر له منها، ولو يوماً واحداً، لما في ذلك من الأجر العظيم، وأكد العلماء على فضل صيام اليوم التاسع، وهو يوم عرفة، لغير الحاج.
ما هو الذكر المستحب في هذه الأيام؟
يُستحب الإكثار من التكبير المطلق في كل وقت ومكان، والتهليل (قول لا إله إلا الله)، والتحميد (قول الحمد لله)، ويرتبط التكبير المقيد بأدبار الصلوات في أيام العشر، وهو من السنن المؤكدة التي يغفل عنها الكثيرون.
كيف يمكن للمرأة أن تستفيد من فضل العشر الأوائل من ذي الحجة؟
يمكن للمرأة أن تشارك في جميع الأعمال الصالحة في هذه الأيام مثل الذكر والدعاء وقراءة القرآن والصيام (مع مراعاة عدم صيامها إذا كانت في حيض أو نفاس)، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإدخال السرور على أهل بيتها، وذلك كله من أعمال البر التي تُضاعف فيها الأجور.
💡 اطلع على المزيد من التفاصيل عن: ما هي دابة الأرض وعلاماتها في آخر الزمان
ختاماً، فإن أيام العشر من ذي الحجة هي فرصة ذهبية لا تعوض لتجديد الإيمان وزيادة الحسنات، فهذه الأيام المباركات، والتي أكدت السنة النبوية على فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، هي محطة روحية نستطيع من خلالها التقرب إلى الله بالصيام والذكر والدعاء، لا تدع هذه الأيام المباركة تمر دون أن تستثمرها في ما يقرّبك إلى الله تعالى، واجعلها بداية جديدة للخير والطاعة.





