أنواع إطارات البحث العلمي: فهم الأساسيات وتحديد الأنسب لبحثك
تعد إطارات البحث العلمي بمثابة الأساس الذي يبني عليه الباحث فرضياته ومنهجيته، ويتخذ الإطار أشكالًا متعددة وفقًا لنوع البحث وطبيعته، وتختلف أنواع الإطارات بناءً على الهدف البحثي، والموضوع المدروس، والمنهجية المتبعة، وفي هذه المقالة، سنتناول أنواع إطارات البحث العلمي المختلفة، مع توضيح كيفية اختيار الأنسب منها بناءً على احتياجات البحث.
جدول المحتويات
ما هو الإطار في البحث العلمي؟
إطارات البحث العلمي هي الهيكل الذي يوفر الأساس المنهجي والمعرفي للدراسة، وقد يكون إطارًا نظريًا أو إطارًا تجريبيًا، ويمثل القاعدة التي يقوم عليها البحث من خلال تنظيم المفاهيم والنظريات، وتحديد المتغيرات والعلاقات بينها، فهذا الإطار يساعد الباحث في توجيه البحث، وضع الفرضيات، واختيار الأدوات المناسبة لجمع وتحليل البيانات، كما يعزز من مصداقية البحث ويعطيه طابعًا أكاديميًا راسخًا.
اعرف أكثر حول: اختيار موضوع البحث العلمي
أنواع إطارات البحث العلمي
1- الإطار النظري
الإطار النظري من إطارات البحث العلمي الأكثر شيوعًا في البحوث التي تهدف إلى فهم الظواهر أو شرحها، ويعتمد هذا الإطار على النظريات و المفاهيم التي تشرح الظاهرة المدروسة، فمن خلال هذا الإطار، يقوم الباحث بتحليل الأدبيات السابقة لدعم فرضياته أو تحديد الفجوات المعرفية التي يحتاج إلى معالجتها في بحثه.
أهداف الإطار النظري
- تقديم تفسيرات نظرية للظاهرة المدروسة.
- تحديد المتغيرات الرئيسية وعلاقاتها.
- دعم الأسئلة البحثية والفرضيات.
مثال: في بحث حول “تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوك الشباب”، يعتمد الباحث على النظريات الاجتماعية مثل نظرية التأثير الاجتماعي و نظرية الإشارات الاجتماعية لتفسير كيفية تأثير الإعلام على سلوك الأفراد.
2- الإطار المفاهيمي
الإطار المفاهيمي يعد أكثر عملية من الإطار النظري، في حين أن الإطار النظري يركز على النظريات و المفاهيم، يركز الإطار المفاهيمي على العلاقات بين المتغيرات وكيفية تفسير هذه العلاقات من خلال نموذج منطقي، ويشمل هذا الإطار تحديد المتغيرات المستقلة و المتغيرات التابعة، وتوضيح كيفية تأثير المتغيرات على بعضها البعض.
أهداف الإطار المفاهيمي
- تحديد وتوضيح العلاقة بين المتغيرات.
- بناء نموذج يشرح الظاهرة المدروسة.
- إرشاد الباحث في عملية جمع البيانات و تحليلها.
مثال: في دراسة حول “أثر التعليم على السلوك الاجتماعي”، يستخدم الباحث إطارًا مفاهيميًا يربط بين “مستوى التعليم” و “أنماط السلوك الاجتماعي”، مع تحديد كيفية تأثير أحدهما على الآخر.
اعرف أكثر حول: أسئلة البحث العلمي
3- الإطار التجريبي
يستخدم الإطار التجريبي باعتباره من إطارات البحث العلمي في الأبحاث التي تعتمد على التجارب الميدانية أو التجارب المخبرية، ويهدف هذا النوع من الإطارات إلى اختبار فرضيات معينة من خلال البيانات التجريبية، كما يعتمد الإطار التجريبي على جمع البيانات الكمية من خلال الاختبارات والقياسات باستخدام أدوات وأجهزة دقيقة.
أهداف الإطار التجريبي
- اختبار الفرضيات والبحث في علاقات المتغيرات.
- تطبيق المناهج التجريبية لاستخراج بيانات ملموسة.
- دراسة تأثير التغيرات في المتغيرات المستقلة على المتغيرات التابعة.
مثال: في تجربة علمية حول “تأثير درجات الحرارة على نمو النباتات”، يعتمد الباحث على الإطار التجريبي لقياس كيفية تأثير درجات الحرارة على سرعة نمو النبات من خلال تجارب ميدانية.
4- الإطار الوصفي
الإطار الوصفي يتم استخدامه في البحوث التي تهدف إلى وصف الظاهرة المدروسة دون التلاعب بها أو اختبار فرضيات معينة، وفي هذا النوع من الأبحاث، يقوم الباحث بجمع بيانات وصفية لظاهرة معينة أو مجموعة من الظواهر، ومن ثم يقوم بتحليل هذه البيانات لتقديم رؤى عامة حول الظاهرة.
أهداف الإطار الوصفي
- تقديم وصف دقيق للظاهرة المدروسة.
- جمع بيانات عن الخصائص و السلوكيات.
- تحليل البيانات دون الحاجة لاختبار فرضيات.
مثال: في دراسة حول “أنماط استهلاك الطعام في المجتمعات الحضرية”، يقوم الباحث بجمع بيانات وصفية عن تفضيلات الأفراد الغذائية، ثم يقوم بتحليلها لاستخلاص النتائج المتعلقة بالعادات الغذائية.
تعرف على: الفرق بين المقدمة والتمهيد
5- الإطار التحليلي
الإطار التحليلي من أنواع إطارات البحث العلمي التي تستخدم لتحليل البيانات بطرق غير وصفية، ويعتمد على أساليب إحصائية أو مقارنة بين النتائج، وفي هذا النوع من الإطارات، يتم جمع البيانات الكمية أو النوعية ومن ثم تحليلها باستخدام أدوات تحليلية مثل التحليل الإحصائي أو التحليل النصي.
أهداف الإطار التحليلي
- تحليل البيانات باستخدام أساليب علمية.
- المقارنة بين المتغيرات أو المجموعات لتحديد الاختلافات أو العلاقات.
- استخدام النتائج لتقديم استنتاجات دقيقة حول الظاهرة المدروسة.
مثال: في دراسة حول “علاقة المستوى الاقتصادي بمستوى الرعاية الصحية”، يعتمد الباحث على التحليل الإحصائي لاختبار العلاقات بين المتغيرات.
تعرف على: حدود البحث العلمي
كيفية اختيار نوع الإطار المناسب لبحثك؟
اختيار نوع الإطار المناسب لبحثك يتطلب فهماً دقيقاً للأهداف البحثية وطبيعة البحث نفسه، وهناك العديد من العوامل التي تحدد اختيارك، ومنها طبيعة البحث والأسئلة البحثية والمنهجية التي ستتبعها، وفي هذا السياق، يجب أن يكون لديك تصور واضح حول الهدف من البحث وكيفية استخدام الإطار بشكل أفضل لتحقيق الأهداف المرجوة:
1- طبيعة البحث
إذا كان الهدف من البحث هو فهم أو تفسير ظاهرة معينة أو دراسة مفاهيم جديدة، فإن الإطار النظري أو الإطار المفاهيمي باعتبارهما من إطارات البحث العلمي سيكون الأنسب، ويركز هذا النوع من الإطارات على توضيح العلاقات بين المفاهيم والنظريات القائمة، وتقديم أساس معرفي شامل لفهم الظاهرة المدروسة.
أما إذا كان الهدف هو اختبار فرضيات معينة أو جمع بيانات تجريبية لإثبات أو نفي العلاقة بين المتغيرات، فيكون الإطار التجريبي هو الأنسب، ويعتمد هذا النوع على الأدوات التجريبية ويشمل جمع البيانات الميدانية أو المخبرية لاختبار صحة الفرضيات.
2- الأسئلة البحثية
عند تحديد الأسئلة البحثية، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار نوع العلاقة بين المتغيرات التي ترغب في دراستها، فإذا كانت الأسئلة تتعلق بكيفية تأثير بعض المتغيرات على الأخرى، مثل “ما هو تأثير الإعلام على سلوك الأفراد؟”، فقد تحتاج إلى إطار تحليلي أو إطار تجريبي لقياس هذه التأثيرات وتحليل البيانات بشكل دقيق.
إذا كانت الأسئلة أكثر توجهاً نحو وصف الظاهرة أو دراستها في سياق معين دون اختبار فرضيات، فإن الإطار الوصفي أو الإطار النظري يكون الخيار الأفضل، ويساعد هذا النوع من الإطارات في تقديم فهم شامل للظاهرة المدروسة دون الحاجة إلى إجراء تجارب أو اختبارات تجريبية.
3- منهجية البحث
تعتمد منهجية البحث بشكل كبير على نوع البيانات التي ستجمعها أثناء الدراسة، فإذا كنت ستجمع بيانات كمية، فسيكون من الأنسب من اختيارات إطارات البحث العلمي هو اختيار الإطار التجريبي أو الإطار التحليلي، حيث تعتمد هذه الإطارات على استخدام الأدوات الإحصائية والتحليلية لقياس العلاقة بين المتغيرات.
أما إذا كنت ستجمع بيانات نوعية، مثل إجراء مقابلات مع المشاركين أو ملاحظات ميدانية، فإن الإطار الوصفي أو الإطار النظري سيكون الأنسب، حيث تركز هذه الإطارات على وصف الظواهر أو الفهم العميق للتجارب الشخصية أو الثقافية.
اقرأ أيضاً عن: أهم معايير اختيار مشكلة البحث العلمي
إطارات البحث العلمي هي الأساس الذي يتم بناء البحث عليه، حيث يختار الباحث النوع المناسب بناءً على نوع البحث الذي يجريه، وأهدافه البحثية، والمنهجية التي يتبعها، وسواء كان الإطار النظري الذي يركز على النظريات والمفاهيم، أو الإطار التجريبي الذي يعتمد على التجارب العملية، أو الإطار التحليلي الذي يستخدم التحليل الكمي للبيانات، فإن اختيار إطارات البحث العلمي المناسبة تساهم في تعزيز دقة البحث وجودته، فمن خلال تحديد العلاقات بين المتغيرات واختيار الأدوات المناسبة، يتمكن الباحث من الإجابة على الأسئلة البحثية بشكل منهجي ومدروس.